التدوينة دي تعليق على بعض الأفكار اللاهوتية اللي بتتردد بعد كل حدث طائفي ضد المسيحيين، و محاوله لرسم صورة مسيحية سوية عن الشهادة و الدعوة المسيحية، و مدخل لعقيدة منسية عندنا كمسيحيين
الأناجيل و سيرة القديسيين ... بعض الأفكار المغلوطة
"يا بختهم"، "١٥ مليون شهيد تحت الطلب" ... إلخ
المارتيريا أو الشهادة في العهد الجديد معناها "شاهد عيان". العهد الجديد بيتكلم عن كذا نوع للشهاده طبعا النوع الأول و الأكثر شهرة هو الشهادة ليسوع و اللي ممكن تجيب للناس الطرد و السجن و الإضطهاد النفسي و الجسدي و ممكن القتل من أقرب الناس. لكن النوع ده دي نتيجة مش غاية و فيه فرق كبير بين الاثنين، زي مثلاً لما أقول لمراتي إني بحبها و حابب أعيش معاها في شركه لغاية آخر يوم في عمري و لو اتحطيت بين إختيارين الحياة بعيد عنها أو الموت هختار الموت لأن البعد عنها أسوأ من الموت!. هنا الموت هدفه حب و بيجي زي ما قلت نتيجة مش غاية في حد ذاته. النوع الثاني من الشهادة هو التمثل أو التشبه بيسوع (محاكاة يسوع). ده معناه أننا نمشي خطواته، و ق. بولس إتكلم عن التشبه بالمسيح و حتى كتاب سير الشهداء كان عندهم نفس المبدأ في إسلوب كتابتهم لسير الشهداء. و ده بنلاقيه في سيرة الشهيد بوليكاربوس، اللي لو حد قرأ سيرته هيلاقي أنه قصته تشبه قصة القبض على يسوع و كأن كاتب سيرته بيقول ق. بوليكاربوس ماشي في نفس المسار بتاع يسوع اللي هو المثال الحقيقي و النمط اللي المفروض نمشي عليه كلنا. و هنا نيجي لنقطة مهمة شكلت تفكيرنا، سيرة أي قديس كانت بتتكتب عشان تشجيع المؤمنين في الأساس، فمثلاً هنلاقي في سيرة ق. بوليكاربوس الوالي بيقول له "أنا عندي وحوش" و القديس بيرد عليه "جيبهم!"، طبعا القديس أكيد قال كده لأنه فعلا في الآخر إستشهد على اسم يسوع، و قال جملته المشهورة "٨٦ سنة بخدم المسيح و معمليش غير كل ما هو صالح، إزاي أجدف على ملكي و مخلصي!"، لكن كاتب السيرة مبيجبش سيره خوف القديس خالص. و هنا نيجي بقى للفرق بين الأناجيل و سير القديسين، الأناجيل هدفها مش مجرد تشجيع المسيحي على الإستشهاد، لكن الهدف منها تنقل صورة حقيقية و واقعية ليسوع المسيح، الإله المتجسد عشان نقدر نتمثل به و نقلده، و بنلاقي فيها يسوع خايف و بيبكي و عرقه نزل دم لكنه بيتغلب على ده بالصلاة و التمسك و الثقة بالله الآب للنهاية، و ده برضو بيعلمنا إن الخوف عموماً و من الموت تحديداً مش خطية دي مشاعر إنسانية "غير شريرة" (حسب تعبير آباء كنيسة الإسكندرية)، ق. بوليكاربوس أكيد إختبر الخوف لأنه داخل على وحوش و أكيد قدر يتغلب عليه بقوة يسوع القائم من الموت، لكن كاتب سيرته ذكر الخلاصة عشان يشجع المسيحيين على الإستشهاد. فلو حطينا التفرقة دي قدام عينين، هنفهم إن جمل زي "١٥ مليون شهيد تحت الطلب" جمل عنتريه مش حقيقية، الموت مش طبيعي و طبيعي نخاف. فيه نوعية ثانية من الجمل، لكنها مُعثره جدا هي "يا بختهم!"، خصوصا لو متقاله من على منبر أو حد بيكتب على السوشيال ميديا، تخيل كده حد له طفل متوفي و أنت داخل تقوله مبروك! يا بخته!، حتى ق. بولس بيتكلم عن مشاركة المشاعر سواء الفرح أو الحزن. الموت في المسيحية قبح حقيقي، القداس بيقوله دخل بحسد إبليس، الموت مرض مش حاجة طبيعية يعني، المسيحية بتقدم العلاج، العلاج هو الإيمان بقيامة يسوع و هي اللي بتدينا رجاء في قيامتنا إحنا، يسوع القائم من الموت هو الطبيب الحقيقي و الجمال الحقيقي، المسيحية مش بتنكر أن المرض ده مؤلم جداً، فطبيعي إننا نضايق و نزعل لما حد يموت لكن الفكرة أن المسيحية بتقول أن فيه رجاء عشان "يسوع قام"، الكلمة الأخيرة هي للحياة
هل المسيحية بتدعو الإنسان للموت! ... كابتن أميريكا
لم يكن يسوع ماسوشياً (يتمتع بالآلم) يبحث عن فرصة ليتألم و يموت، لكنه رأى أن إلتزامه المُطلق تجاه خطة الله من الممكن أن يقوده للموت، في سياق هذا الجيل "الفاسق و الشرير" (مرقس 38:8) . و هو ما راه و تقبله ككأس مُعطى له من الله في صلاته في ليله القبض عليه، (مرقس 32:14-42، لوقا 39:22-46)... د. جويل بي جرين
على أساس تعريف المارتيريا اللي فات، لازم نفرق بوضوح بين حاجتين، الأولى هل المسيحية بتدعوا الإنسان للموت؟ لأ، أصلاً الكنيسة الأولى منعت ده و أشهر حادثة هي حادثة الفلاحيين اللي راحوا عشان يسلموا نفسهم للجنود و يستشهدوا و الكنيسة كانت واضحة لو حد سألك إيمانك إعلنه بمنتهى الشجاعة لكن متروحش للموت بنفسك. الحاجة الثانية هي أن المسيحية بتدعي الناس للشهادة ليسوع حتى لو ده هيجيب الموت و الإضطهاد، فيه مشهد في فيلم كابتن أميريكا الجزء الثاني مهم جداً، كان فيه صديق لكابتين أميريكا أسمه"جندي الشتاء"، صديقه حصله حاجه خلته يتحول من صديق كابتن أميريكا لعدوه، جندي الشتاء فضل يضرب كابتن أميريكا بأقوى ما عنده، و كابتن أميريكا قاله أنه "مش هتخانق معاك، أنت صديقي" و رما سلاحه (درعه) مصدر قوته الجسدية، صديقه رد عليه و قاله "أنت مهمتي" [يعني مهمته أنه يقتله]، و فضل يضرب كابتن أميريكا، رد كابتن أميريكا و قال و هو عمال يتضرب "خلص مهمتك [أقتلني]، أنا معاك لأخر الطريق"، يمكن دي صورة لحوار بين المسيحي و العالم و الأشرار. المسيحي مش بيكره العالم، المسيحي عاوز البشرية و العالم يتمجدوا و يتغيروا و يتألهوا بالمسيح[هنشرح النقطة دي كمان شوية]، المسيحي عاوز يُعلن ملكوت الله في العالم و للعالم. ببساطة العالم دخلت فيه الخطية، و الخطية حاجة حقيقية و عميقة، و لها آثار كونية مش مجرد فعل فردي وحش ، الخطية بتشقلب ترتيب الكون كله بجد، الخطية امتدت في أشكال كثير سواء دين أو عقيدة شريرة قبيحة أو سياسية ظالمة و بتجيب حروب و دمار أو مبادئ إقتصاد بتيجي على حق ناس/ فئة معينة أو خطايا مجتمعية أو حتى العلاقات الحب/الصداقة حصلها خلل كبير و بقت علاقات بتستهلك، أخيراً الإنسان نفسه إتقسم داخلياً، من الآخر العالم بيقدم ثقافة/ أفكار موت، بقى عامل زي "جندي الشتاء"، بقى بيقول للمسيح (و جسده اللي هي الكنيسة) أنا "مهمتي أقتلك"، دور المسيحي يقلد مسيحه، دوره أنه يستقبل خطية و قبح و عنف العالم و و يغيره باللاعنف اللي مارسه يسوع، المسيحي مش مدعو أنه يموت خانع و لا يرد بعنف، دوره أنه يشهد للحق حتى لو هيموت لكن ميموتش كده و خلاص، موته يبقى شهاده ليسوع في العالم، موته يفتح القبور و يقوم الموتى إنسانياً، يقوم الناس المأسورة بالعنف، و الظلم، و الكراهية و أي خطية، موت المسيحي هو إعلان للإنجيل، ببساطة إعلان لموت و قيامة المسيا المخلص، شهادة لحبه الشديد أو عنف الحب (بتعبير أوسكار روميرو)، المسيحي بنعمة الرب يسوع المسيح القائم يقدر يمتص غضب و عنف العالم حب إنجيل يسوع المسيح. المسيحية مش ديانة موت، المسيحية شهادة ليسوع حتى الموت، محركها عمل يسوع على الصليب و رجاءها في قيامة يسوع المسيح من الموت
عقيدة تأليه الإنسان
طيب يعني إيه هو تأليه الإنسان؟ تأليه الإنسان دي عقيدة موجودة عن معظم المسيحيين من معظم الطوائف!! أيون زمبقولك كده!! د. كارل موسر بيسميها "عقيده مسكونية" [يعني كل الكنائس في المسكونة كلها متفقة عليها بشكلٍ ما] و د. ف. و. نوريس بيسميها من العقائد اللي عليها "إجماع مسكوني"، و د. بول ل. جافريلوك بيقول إن العقيدة دي ليها"إحتياج مسكوني". يعني بإختصار دي حاجة من الحجات المهمة اللي المسيحيين متفقين عليها و تعتبر نقطة لقاء بينهم. تعالوا نبتدي نقول ايه العقيدة دي، و طبعاً نبتدي بالعهد القديم، الله بيلقب البشر و يقول "أنا قلت إنكم آلهه و بنو العلي تُدعون، لكن مثل الناس تموتون"، و نلاقي صدى الكلام ده في العهد الجديد، في إنجيل يوحنا (34:10-35) هنلاقي الرب يسوع كان بيخاطب اليهود و بيقولهم "أليس في ناموسكم: أنا قلت إنكم آلهه"، و بعديها يقول يسوع إن التسمية دي حقيقية لأنه "لا يمكن أن يُنقض المكتوب". لكن طبعاً يسوع بيفرق بينه و بين شعب الله في الفقرة ٣٥ و ٣٦، يسوع بيقول إن "لأولائك الذين صارت إليهم كلمة الله" صاروا يُلقبون آلهه، لكن يسوع نفسه هو القدوس المُرسل من الله الآب، يعني بالبلدي يسوع بيقول "لا يمكن أن ينقض المكتوب"، و المكتوب إن البشر آلهه لكن طبعاً البشر حاجة و الله حاجة، و عشان كده في اللاهوت المسيحي بنقول البشر في/من/ بالمسيح يسوع صاروا "آلهه بالنعمة". الرب يسوع كرر الموضوع و دعانا إننا نكون كاملين "كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل" (متى 48:5) و طبعاً الكمال لله وحده ، فالمسيح بيدعونا إننا نكون كاملين بالنعمة. بطرس الرسول بيقول إننا "شركاء الطبيعة الإلهية" (2 بطرس 4:1)، بولس الرسول إتكلم عن المسيح أنه بكر بين "إخوه كثيرين" (رومية 29:8) يعني إحنا بقينا إخوه و أخوات لله، و بما إن يسوع هو الله بالحقيقة فالبشرية في يسوع و بيسوع صارت آلهه بالتبني/ النعمة(رسالة يوحنا الأولى 2:3) بتقول إننا بقينا "أولاد لله"، فيه فقرات كثير في العهد القديم والجديد (2 كورنثوس 18:3). هنكتفي بكده و نتكلم عن شوية لاهوتيين مسيحيين شرحوا التأله إزاي و هحاول أعبر عن معظم الطوائف. ق. إكليمندس السكندري بيقول "بالمعمودية نستنير، و بالإستناره نصبح أولاد، و بالتبني نصبح كاملين، و بالكمال نصبح خالدين فأنا كمال قال [الرب] أنكم آلهه و كلكم أولاد العلي"، العلّامة أوريجانوس" ولكن كل شئ قد صار مُقدَّسًا بسبب الإله الحقيقي بالمشاركة في الألوهه يُسمَّى [الإنسان] "إلهًا" و ليس "الإله ... إذن، فإنَّ الإله الحقيقيّ [بالطبيعة] هو الله الإله، وهؤلاء المخلوقين على شبهه هُم آلهة، وصورًا له الذي هو النموذج الأصليّ... الآب هو الإله الحقيقيّ وحده، ولكن بجانب هذا الإله الحقيقيّ يُوجَد آخرون آلهة أيضًا عن طريق الشركة في الإله الحقيقيّ"، ق. أيريناؤس بيقول إن ابن الله "صار ما لنا، حتى يجعلنا ما له"، العلامة ترتليتان "فالله تواضع حتى يصير الإنسان عظيماً"، ق. أثناسيوس بيقول "الله صار إنساناً، ليصير الإنسان إلهاً"، ق. كيرلس السكندري بيقول "فنحن نُدعى هياكل الله و بالحق آلهه و نحن كذلك"، ق. هيلاري بيقول "فالله الكلمة صار جسداً، لكي ينال جسدنا الإتحاد بالله الكلمة من خلال التجسد"، ق. أمبروسيوس بيقول "لقد صار الكلمة جسداً، ليصير الجسد إلهاً"، ق. باسيليوس بيقول "أن نكون مثل الله و هو أسمى الأهداف على الإطلاق"، ق. غريغوريوس النزينزي "لنصير آلهه من أجله، لأنه صار بشراً لأجلنا"، ق. ديونوسيوس الأريوباغي بيقول"التأله هو تحقيق مثال الله و الإتحاد به على قدر المستطاع"، ق. أغسطينوس بيقول "الله لا يريد فقط أن يحينا لكن أن يؤلهنا أيضاً"، ق. غريغوريوس بالاماس بيقول "نحن نصير إلهيين في الجسد و الروح من خلال النعمة، و من خلال النور الإلهي"، جارزلوف بيليكن بيقول "إن هدف الصلاة الربانية هو الإشارة لسر التأله"، اللاهوتي الأرثوذكسي فلاديمير لوسكي بيقول "تنازل الله الذي لا يُوصف إلى أقصى حدود واقعنا الساقط، حتى الموت، تنازل الله يفتح الطريق لصعود [الإنسان]، الطريق الغير محدود للوحده بين الكائنات المخلوقة مع الإلوهية"، المُصلح جون كالفن بيقول في تفسيره لرسالة بطرس الثانية 4:1 "يجب أن نلاحظ أن هذا هو هدف الإنجيل أن يجعلنا عاجلاً أو آجلاً مثل الله، بالفعل هو نوع من التأله"، المُصلح مارتن لوثر يكتب "لأنه صحيح أن الإنسان الذي يُساعَد عن طريق النعمة هو أكثر من إنسان، فالنعمة بالتأكيد تُعطيه هيئة الله و تؤلهه، حتى أن الكتب المقدسة تدعوه "إله"، و ابن الله"، اللاهوتي الأنجليكاني ريتشارد هوكر (1554-1600م) بيتكلم "فالإنجيل ليس شئ آخر إلا الله تنازل إلى العالم في شكلنا، و تشارك معنا في الشيه حتى يجذبنا إلى الله و يجعلنا شركاء هيئته الإلهية". المُصلح الإنجليزي شارلز ويسلي (ميثوديست) (1707-1788م) كتب ترنيمة بتقول "لقد تنازل في الجسد لكي يَظهر، أقصى النقيضين إتحدا [أي الطبيعة الإلهية و الطبيعة البشرية]، ليأتي بالتدني الخاص بنا قريباً [منه]، و يجعلنا جميعاً إلهيين، حتى نعرف الحياة الإلهية، لأن الله تجلى بالأسفل [أي ظهر في الأرض و تنازل]". المصلح الإنجليزي ويليامز بانتيكيلين (ميثوديست) (1717-1791م) بيتكلم عن مجئ الروح القدس و بيقول "لقد جعلتني و الله واحداً" في الإقتباس ده واضح جداً إن الكلام بيتكلم عن إتحاد كياني مع الله. الكاتيشيزم أو تعليم الكنيسة الكاثوليكية الرسمي بيقول "الكلمة صار جسداً ليجعلنا شركاء الطبيعة الإلهية، و هذا هو سبب أن الله صار إنساناً، و أن ابن الله صار إبناً للإنسان، حتى يصير الإنسان إبناً لله، من خلال دخوله في الشركه مع الكلمة و بذلك يأخذ التبني الإلهي، لأن ابن الله صار إنساناً، لنصير نحن الله [أي أنه صار "ما للإنسان"، ليصيروا البشر "ما لله"]، فابن الله الوحيد أراد أن نشترك معه في إلوهيته، أخذ طبيعتنا و صار إنساناً لكي يجعلنا آلهه [بالنعمة]"، فيه صلاة لاتينية بيقولها الأسقف بتقول "لنصلي لنشترك في إلوهية ابنك يسوع المسيح، الذي تنازل ليشترك معنا في إنسانيتنا"،الأرشمندريت باسيل كريفوتشين بيقول "التأله هو حالة الإنسان الذي يتغير بالكامل، متأثراً بالروح القدس، عندما يلاحظ الإنسان وصايا الله، يكتسب فضائل الإنجيل و يشترك في آلام المسيح. بعد ذلك يُعطي الروح القدس الإنسان الحكمة الإلهية و عدم الفساد. فالإنسان لا يستقبل روحاً جديدة، لكن الروح القدس يتحد بشكل أساسي بالإنسان ككل، الجسد و الروح. يجعله إبناً لله، إلهاً بالتبني، على الرغم من ذلك فالإنسان لا يتوقف عن كونه إنساناً، مخلوق بسيط"، ج. اي. مانتازاريديس بيقول "آدم القديم قد خُدع، أراد أن يصير إلهاً و فشل، الله صار إنساناً، حتى يصير آدم إلهاً". ده بالإضافة للاهوتيين كثير بص الهماش آخر التدونية
بإختصار عقيدة التأله مبنيه على حدث التواضع الإلهي في التجسد، التجسد هو محرك الفكر المسيحي، و عقيدة التأله دي هي أسمى عطايا سر التجسد، لأنها بتعلن للإنسان التبني لله، العتق من قوى الشيطان، التحرير الروحي، التطهير، الغفران، التبرير، المصالحة، الإستنارة، الكمال، الشفاء، التقديس، التجديد، التمجيد، الولادة الثانية، التمثل بالمسيح، الإتحاد في المسيح، الشركة، إعادة الخلق، الإختيار، الكمال الإسخاتولوجي/ الأخروي، الإنجماع في المسيح، التشبه بالله، التقديس/ التخصيص لله، الإتحاد المستيكي/ السري/ الباطني مع الله، سكنى الروح، التمسحن (يعني تتحول و تتشكل بالمسيح)، التغيير بواسطة حكمة الله، الإمتلاء من الله، مشاركة حياة الله بالنعمة. المطران كاليستوس وير بيقول لو رفض الإنسان الشركة مع الله "توقف أن يكون إنساناً حقاً"
ملكوت الله، تأليه البشرية، الرجاء و الدعوة المسيحية و القليل من الأبطال الخارقين : باتمان، سبايدر مان
هناك رؤية أفلاطونية للهدف النهائي [أي السماء]، و رؤية أخلاقية للدعوة البشرية [أي أن الدعوة الإلهية للبشرية هي أن تسلك سلوكاً أخلاقياً جيداً فقد]" ... الأسقف الدكتور ن. تي. رايت
البطل ممكن يكون أي واحد ... باتمان
لو كنت تقدر تعمل أعمال كويسة للآخرين، فهناك إلتزام أخلاقي أنك تعمل الأعمال دي، ...، فالأمر ليس إختياراً، لكنه إلتزام أخلاقي ... عم بيتر باركر/ سبايدر مان
القوة العظيمة بييجي معاها مسؤلية كبيرة ... عم بيتر باركر/ سبايدر مان
لا شئ يُساهم جداً في نمونا في البر، ليقربنا لله، لتأليهنا مثل التعاطف الذي نُظهره لمن هم في إحتياج ... الأب ديميتري ستاليوني
لما نيجي لكثير من الديانات، هنلاقيها بتوعد بحاجة قدام في نهاية الأزمنه، و محدش لسه شاف حاجة!، كله بيتكلم عن الهدية و الجائزة اللي لسه هتيجي، هنا نيجي للمسيحية، المسيحية مش أساس بشارتها أو رجائها جنة/ملكوت/نعيم، أساس بشارة و رجاء المسيحية واضح جداً، هما كلمتين "يسوع قام"!، أي حاجة تتفهم من الحقيقة دي، قيامة المسيح أكدت و صدقت على الحقيقة اللي بشر بيها يسوع و هي "ملكوت الله". طيب ايه ملكوت الله ده؟ قبل لما نتكلم عن ملكوت الله خليني أشرح الإقتباس الأول عشان ده بيحدد المشكلة اللي عندنا. فيه فلسفة اسمها الأفلاطونية كانت شايفة أن الجسد شر و الروح حلوة، الأسقف الدكتور ن. تي. رايت بيحذرنا لو هدفنا النهائي هو إننا نتخلص من الجسد ده كلام أفلاطون مش كلام العهد الجديد، نفس الكلام ينطبق على دعوة الله لنا مش أننا نبقى حلوين و كويسيين و خلاص، كما لو كانت المسيحية هي مجرد"مسيحية أخلاقية". دعوة الله لنا أننا نتحد بكياننا كله مع الثالوث القدوس، نلبس المسيح، نتأله بالنعمة. تبشير يسوع بملكوت الله بيعبر عن الحقيقة دي، يسوع اتكلم عن ثلاث أنواع من الملكوت، الداخلي و الآن و القادم، خلينا انهاردة في ملكوت الله الداخلي، ملكوت الله الداخلي مش مجرد أنك تعمل أعمال كويسة أو تتوقف عن الأعمال الشريرة، ملكوت الله الداخلي هو قبول المبادرة الإلهية إن الله يتحد بالإنسان، قبول الإتحاد بالمسيح و سكنى الروح و بنوه بالنعمة حقيقية لله الآب، بتعبير رسالة بطرس "شركاء الطبيعة الإلهية"، و بتعبير اللاهوتيين كلهم "آلهه بالنعمة"، المشكلة لما بنهمل عقيدة زي "تأله الإنسان"، بنحط رجائنا في مكان حلو اسمه جنة/ ملكوت/ فردوس أي حاجة غير الرجاء المسيحي، الرجاء المسيحي مبنى على كلمتين "المسيح قام" و ده اللي بيدينا رجاء في تجديد الخليقة و عتق و حرية للكون، تمجيد للإنسان و دخول في شركة الثالوث. نفس الكلام على الدعوة المسيحية، دعوة الله مش أننا نكون دكاترة أو صيادلة أو مهندسين ... إلخ، و لا أننا نهاجر و لا نقعد، دعوة الله هي الملكوت الداخلي أو الشركة معاه، شركة معاه من خلال البشاره بإنجيل يسوع المسيح، شركة معاه في رفع الظلم أو الإضطهاد عن المظلوميين، شركة معاه في تعزيه الحزانى. ليا صديق عزيز عليا جداً مرة قال جمله أثرت جداً في تفكيري، قال "الناس عاوزه حضن"، الله عاوزنا نحضن بعض مش قصدي نحنحة على فكرة!!، قصدي احتواء حقيقي يشبه حركه الثالوث لينا، يمكن ده التطبيق الحقيقي "للقبلة المقدسة" في الكنيسة، الله عاوزنا نشترك معاه في صنع السلام في وسط عالم مليان بالحروب، رفع الظلم الإجتماعي في عالم طبقي، و الأهم إن الإنسان يرجع تاني إنسان، يرجع كيانه الجسدي و النفسي و الروحي في تصالح، مش بس كده ده فيه دور تجاه الجسد الواحد (الكنيسة)، المفروض كل واحد يساند الآخر روحياً في الكنيسة لأن الكنيسة حسب تعبير لاهوتيين كثيرين من تيارات لاهوتية مختلفة "مستشفى مش متحف للقديسين". طبعاً أنا فاهم أحنا محدودين لكن الدعوة مفتوحة، كل واحد و اللي يقدر عليه، العطية العظيمة لازم يتبعها مسؤليه كبيرة، و في حالتنا "الإتحاد بالله/ التأله" لازم يليه "مسؤلية كبيرة"، لإنه "إلتزام" تجاه البشرية ككل، لاننا كلنا مدعويين أننا نكون "آلهه بالنعمة"
لا شئ يُساهم جداً في نمونا في البر، ليقربنا لله، لتأليهنا مثل التعاطف الذي نُظهره لمن هم في إحتياج ... الأب ديميتري ستاليوني
هل المسيحية كئيبة؟
لأن يسوع نفسه حينما علمنا في الأناجيل، لم يُعلمنا كيف نترك هذا العالم و نذهب لمكان آخر، لكنه علمنا أن نصلي في النهاية ليأتي ملكوتك كما في السماء كذلك على الأرض و ذهب ليؤسس ذلك الملكوت ... الأسقف الدكتور ن. تي. رايت
جينا للسؤال المهم هو "انت لما تقولي عقيدة التأله أنا كشاب أو كشابة أستفدت ايه؟" (إيموشن مرتضى منصور)، خلينا نشوف الثقافة المعاصرة بتقدملنا ايه عشان نفهم إزاي المسيحية مختلفه، فيه كتاب مشهور أوي و له صدى عند شباب كثير و أوبرا وينفري قدمت عنه حلقات كثير، كتاب "السر"، هنلاقي (في النسخة الإنجليزية) في كلام عن أنك تصير "الله" و تحدد مصيرك و مستقبلك بنفسك ... إلخ، المشكلة في الكتاب ده إنه بتنادي "بتأله للإنسان" لكن بعيد عن نعمة الله، بقواه الذاتيه و عشان يستفيد شخصياً (يعني يجيب فلوس، نجاح مادي ... إلخ). عقيدة تأليه الإنسان المسيحية بتنادي بالعكس، هي مبنية أساساً على تواضع الله و إفراغه لذاته من خلال التجسد و المهانة على الصليب، و ده معناه إن مفيش مجد حقيقي غير في إفراغ الذات، المسيحية لو هنلخصها في كلمتين يبقوا (إفراغ و تأله).)، يمكن البابا بندكت بيلخص الحقيقة دي و يقول "فخطية آدم لم تكن أنه أراد أن يصير مثل الله، فهذا الأمر هو في النهاية دعوة الخالق ذاته للبشرية. و لكن فشل آدم هو في أنه إختار طريق خطأ للسعي إلى التشبه بالله ... فآدم إعتقد أنه من الممكن أن يكون شبه الله إذا إستطاع أن عاش بقواه الذاتيه و كافياً لإعطاء الحياة لذاته ... فالله يُعطي ذاته بحرية و بدون حدود و البشر يستطيعون أن يصيروا آلهه حينما يدخلوا في نفس حركة الله [أي عطاء الذات]". الشعار المسيحي الآبائي/المعاصر "صار الإله الحقيقي إنساناً حقيقياً، ليصير البشر الحقيقيين آلهه بالنعمة"، الله هو المصدر و الأساس لتجديد طبيعة الإنسان. لكن فيه فارق ثاني مهم و هو أن عقيدة تأليه الإنسان في المسيحية مش عشان نفع لكنها بتحط مسؤلية علينا. الله تجسد و اتضع عشان يرفع و يأله الإنسان و يدخله في شركه معاه أسمى من الحالة الأولى، و الكلام ده بيعني أساساً أسمى أنواع "الشرف/ الكرامة" و بيعني ضمنياً "إشتغلوا". الله عمل اللي عليه الباقي علينا، فيه مبدأ في اللاهوت الأرثوذكسي و الكاثوليكي و هو السينرجيا [يعني: تعاون بين الله و الإنسان] يعني الله بيشتغل مع البشر، الله طبعاً له المبادرة و البداية، لكن الله عاوزنا نؤسس الملكوت معاه، كثير بنكون عاوزين مونورجيزم [يعني: عمل إلهي فقط، كلمة "مونو" في "مونورجيزم معناها واحد فقط]، الله هو اللي يعمل كل حاجة و إحنا سلبيين. من الآخر عقيدة التأله المسيحية بتحط مسؤلية على كتف الإنسان أكثر ما هي ليها نفع زي التأله الغير مسيحي، و يمكن دي طبيعة الإيمان المسيحي أنه بيحط على كتف الإنسان مسؤلية أكثر ما هو بيجيب فلوس أو فايده أو نفع. و ده يخلينا نفكر في حياتنا من وجهة نظر مسيحية شوية، الحياة المسيحية مش مجرد إمتحان و ثواب و عقاب ده تغيير في كيان الإنسان، و طبعاً ده ممكن ينعكس في صلاتنا بدل لما نلاقي جمل زي "أنا نفسي بس أقف على باب الجنة/ الملكوت/ الفردوس"، "نفسي أبقى بواب الجنة/ الملكوت/ الفردوس"، نفهم إن خطة الله هي إن الإنسان يشترك مع الله و في الله، يقبل زيجة الله، يقبل صداقة الله، يقبل أبوه الله، يقبل إخوه الله، يقبل أنه يكون هيكل حقيقي لله، يقبل إن كيانه كله يتمجد بالنعمة بمجد الثالوث. مش يقف على باب الجنة/ الملكوت/ الفردوس. أخيراً ايه معنى الصورة الأخيرة؟ الأسقف ن. تي. رايت بيقول "فالله لن يرمي هذا العالم في سلة المهملات"، الصورة دي من إبداع الصديقة العزيزة ناردين، الصورة بتتكلم عن الإتحاد بين يسوع و الإنسانية، الاتحاد ده متعبر عنه بالحضن (الشركة) و القبلة و هي (الإفخارستيا)، و ده طبعاً بيغير و بيشكل كيان الإنسان كله: الأفكار، العقل، القلب و التصرفات. الله خلص الجسد و الروح، ببساطة الإنسان ككل: عقله و قلبه و روحه و جسده. البنت (الإنسانية) ماسكة الأرض "مع" يسوع و ده مبدأ السينرجيا اللي اتكلمنا عنه فوق، المبادرة من الله و الإنسان بيستجيب "إستجابة فاعلة". عقيدة التأله اتعرضت من خلال الضوء اللي في يد يسوع (المبادرة الإلهية) و اللي بينعكس على ايديها و وشها (كيان الإنسان ككل). الإنسانية دورها إنها تكون نور الله في العالم، إنعكاس حقيقي لنور يسوع، تُعلن ملكوت الله على الأرض. الله صديق الإنسانية و بيستأمن الإنسانية على الخليقة/ الكون، و بيدعوا الإنسانية إنها تعلن الله و ملكه للخليقه. أخيراً طبعاً البنت لابسه شعار باتمان، باتمان في الجزء الثالث قال إنه لابس قناع "إن باتمان هو شعار، باتمان ممكن يكون أي حد"، و ده إلى بتقوله المسيحية إحنا كلنا مدعويين للإتحاد بالله، إننا نكون مسحاء، إننا نكون باتمان. طبعاً السؤال اللوزعي اللي في النهاية هل معنى كده إني أمشي في كل حته أقول أني إله الكون و نبقى مغرورين؟! طبعاً لأ، لأن عقيدة التأله في المسيحية مبنية أساساً على إفراغ/ إخلاء الله لذاته، لكن عقيدة التأله بتخلي الإنسان يفهم حجم العطية، النعمة، الدعوة، المسؤلية والحياة الروحية، الله مش عاوزك تخش الجنة/ الملكوت/ النعيم، الله عاوزك تتحد به، فيه و معاه. حابب أنهي بكلام الأسقف ن. تي. رايت لما بيقول "فمملكة السماء ليس مكاناً يُدعى السماء نذهب له هروباً من الأرض، لكن ملكوت السماوات يعني السيادة الحاكمة للسماء و التي ستولد على الأرض
هامش: بالإضافة لكل اللاهوتيين اللي فاتوا ممكن نضيف ق. جيروم، ق. أنسلم أسقف كانربري، ق. توما الأكويني، ق. يوحنا الصليب، لانشيلوت أندروز، اللاهوتي جوناثان إدواردز، اللاهوتي المعمداني أغسطس هوبكنز سترونج، سي. س. لويس، جون ويسلي، سرجي بلغاروف، اللاهوتي كارل راهنر و غيرهم كثير أوي، أنا ممكن أكتب صفحات عن أسماء لاهوتيين من كل التيارات اللاهوتية من كل حته في الكوكب بيتكلموا عن عقيدة التأله دي، أنا ذكرت بس شويه عشان القارئ يدرك حجم الناس اللي كتبت عن الموضوع
عماد عاطف
24-4-2017
لو حابين تقروا عن عقيدة التأله في المسيحيه أقروا الكتب دي
1- Participation in God: A forgotten strand in Anglican Tradition, A. M. Allchin
2- Augustine’s doctrine of deification David vincent meconi, s.j
3- Calvin on deification: a reply to Carl Mosser and Jonathan Slater Yang-Ho Lee
4- The greatest possible blessing: Calvin and deification Carl Mosser
5- The Retrieval of deification: How a once-despised archaism became an ecumenical by Paul L. Gavrilyuk
6- Salvation as justification and deification Roland Chia
7- An Eastern Orthodox conception of theosis and human nature Jonathan D. Jacobs
8- Partaking Divine Nature Deification and Communion Paul M. Collins
9- The History and Development of Deification in the Christian Traditions Michael J. Christensen and Jeffery A. Wittung
10- The Doctrine of Deification in the Greek Patristic Tradition (Oxford Early Christian Studies) by Norman Russell
11- Theosis: Deification in Christian Theology, Volume One (Princeton Theological Monograph)by Stephen Finlan, Vladimir Kharlamov
12- Theosis: Deification in Christian Theology, Volume Two (Princeton Theological Monograph) by Vladimir Kharlamov
13- Called to Be the Children of God The Catholic Theology of Human Deification Carl Olson David Vincent Meconi, SJ
14- Becoming like God: an Evangelical doctrine of theosis, By Rober V. Rakestraw
Speechless .. WOW
ReplyDeleteWonderful!!!
ReplyDeletewonderful, how can we spread that real pure Christian theology!
ReplyDelete