Wednesday, April 8, 2015

الافخارستيا : المجتمع، العنف و الأفلام الإباحية

التدوينة ديه مش هدفها شرح الافخارستيا، و لا هدفها المقارنة بين الطوايف حول موضوع الافخارستيا - طبعاً أنا مش بنكر اني بكتب من قناعتي الارثوذكسية - بس هدف التدوينة ديه هو اننا نبص على الفعل اللي عمله المسيح و اللي بتككرة الكنيسة -أياً كانت تقليدها- و نحاول نشوف هل هناك "معاني" للافخارستيا تانية بتناسبنا دلوقتي في القرن الواحد و العشرين و لا الموضوع ملوش لازمة و هي طقوس او ممارسات بنعملها و خلاص عشان نبقى مسيحيين.

الافخارستيا و معايير مجتمعنا المادي


اللي معاه قرش يساوي قرش.... و اللي معهوش ميلزموش ... حكمة شعبية
اول حاجة قبل لما ندرخل في الافخارستيا أو مائدة الرب لازم نذكر غسل أرجل التلاميذ، غسل الأرجل هو تحدي صارخ لقواعد المجتمع في وقت المسيح، يعني زمان كان صاحب البيت لما يستقبل حد جي من بره بيخلى "العبيد" يغسلوا رجليه و كانت شغلانة حقير و ان اللي بيشتغلها "العبيد" مش "الخدم"، يسوع أول حاجة و قبل لما يبدأ في الافخارستيا بيكسر القواعد و التقاليد و العادات اللي بتخلي الكبير في السن/المقام يعمل اللي هو عايزه، فجأه الكبير في المقام بقى يشتغل شغلانة العبيد، في مجتمعنا فيه حجات كثير محدش بيناقش ليه بتتعمل؟، بنعملها عشان "اتربينا على كده" لكن يسوع بيعلمنا قبل لما نبدا الأفخارستيا أن معايرنا ديهخربانة، و قبل لما نشترك في مائدة الرب لازم نفحصها و نحللها و لو لقيناها خربانه نرميها و مندخلش لمائدة الرب بيها.
لم يعد كافياً و وافياً ن تتمسك بمعتقدات فقط لأنك ورثته... تيموثي كلر
نيجي بقى للافخارستيا نفسها، بصراحة احنا عايشين في عصر هباب، الدنيا بقت مصالح، كثير مش بنتصل ببعض -رغم توافر وسائل التواصل- إلا عشان المصلحة، احنا ممكن نكلم اصحابنا عشان رخصتنا اتسحبت، مشكلة أو خروجه نفسنا نخرجها، يعني ببساطة في لو فيه فرح او فيه حزن لينا بس، لكن قليل لما بنسأل على بعض و مش عاوزين حاجة، لكن يسوع في تقديمه جسده و دمه بيقول حاجة تانية، احنا بنلاقي يسوع في الافخارستيا بيعطينا ذاته بإرادته، يعني بيدينا "شخصه" و "حياته" و هو راضي و مبسوط و ممكن نقول عاوزنا ناخذه، فجأه بنبقى قدام معيار جديد مختلف عن المعايير القديمة اللي بيقدمها العالم، العالم بيقدم العلاقات النفعية و المصلحة، لكن يسوع بيكسر ده برضو، يسوع مش عايز مصلحة في الافخارستيا، و فجأه بنبقى قدام معيار جديد بيتكسر هو قيمتنا في الحاجة اللي بنعملها/ نمتلكها لكن مش فينا ، العالم بيعلمنا اننا نستمدها من الفلوس و المكانة و الشغل، لكن القيمة الحقيقية من البداية هي ان الله اعطاك صورته و بيدعوك انك تمشي حسب مثاله و  كل يوم لما بتفشل هو بيجددك بالافخارستيا اللي انا/انتَ/انتِ منستحقهاش ، اصبحنا كلنا قاعدين مع الله على مائدة واحد بناكل معاه "عيش و ملح" و العيش و الملح اللي بيقدمه لينا هو جسده = شخصه (صورته) و دمه = حياته (مثاله)، اصبحنا متساوين مع بعض على مائدة واحدة.

ففي انجيل يوحنا 6، لا يتحدث الكاتب عن آكلي لحوم البشر، الذين يأكلوا لحم يسوع التاريخي و يشربوا دمه، لكن يتنتاول المنضمون الجسد المقدس و المتأله، الجسد الفائق الظاهر على الأرض... د. ابريل ديكونيك


الافخارستيا قفزة
فالمعجزة ليست "عجيبة" تُربك العلماء المنهمكين في تحليل مكونات الذرة على سبيل المثال، بل هي حدث يُجسد بذهول محبة الله و رحمته، و يدعو إلى تجاوب انساني ملائم... الأب جيرالد أوكولينز اليسوعي
و احنا صغيرين عشان يعلمونا أهيمة الافخارستيا قالولنا فيه فلان حلل الافخارستيا و لقى فيها كرات دم بيضا و حمرا و انسجة .... إلخ ، هو الكلام ده جد؟! هو احنا آكلى لحوم بشر ؟! الوثنين أتهموا المسيحيين انهم بياكلوا لحم بشر عشان هم مفهموش اننا لما بنقول "بناكل المسيح" معناه اننا "بنتحد بالمسيح كله" مع شخصه المصلوب و القائم من الموت و بنتحد بحياته الإلهية الغير منظوره، لما بنقول "بناكل" الافخارستيا مش معناه اننا بنستهلكها و انها تخرج في اخراجات الجسم، اكل الافخارستيا هو اتحاد بالمسيح، معناه ان حياته تجري جوا حياتنا، نيجي للمعضلة الكونية هل القصص ديه صح؟؟!! و احنا صغيرين كانوا عايزين يعلمونا العطاء و الطاعة فقالوا لينا قصه بابا نويل، بابا نويل كان شخص تاريخي بس مكنش ابيض و امريكاني و لابس نظارة، كان في الغالب قمحي او اسود، و مكنش بيركب عربيات بتطير، كان معطاء بس مكنش هادي، على فكرة بابا نويل التاريخي ضرب أريوس بالقلم على وشه !! ، نفس الفكرة الافخارستيا هي حضور حقيقي للمسيح و اتحاد حقيقي بالكلمة الذي صار جسداً و اتحاد حقيقي بحياته بتجري فينا و بتنقينا، الافخارستيا دواء (القديس أغناطيوس الأنطاكي) و احنا مرضى و يسوع هو الدكتور و الدواء (الكاهن و الذبيحة حسب القديس كيرلس عمود الدين)، أظن الاجابة وصلت :) ببساطة حضور المسيح في الافخارستيا هو حضور سري حقيقي -مش جوهري*-، يعني جوهر المادة مش بيتغير لكن المسيح حاضر في المادة، يعني ببساطة المسيح حاضر في الافخارستيا لكن لو حللناها حيطلع عيش بس و مفيش انسجة و دم و كده ، بس ممكن حد يقول "بس القصص ديه بتثبت الايمان"، و احنا صغيرين اهلنا عملوا اللي عليهم ربونا كويس بس غلطوا في حجات و عملوا حجات صح، اللي اتعمل غلط لازم نصححة، القصص ديه بتفرغ الايمان من تعريفه، الايمان هو الايقان بحاجة مش شايفها، انت مش مؤمن بالشمس انت شايف الشمس، لكن انت مؤمن بالله مش شايفه، نفس الكلام عن الافخارستيا، الافخارستيا ايمان بعمل الله من خلال المادة مش انك شايف الله، المعجزات موجودة و معجزة المعجزات و هي قيامة المسيح حدثت بالفعل، بس عشان نفضل ناكل"طعام الصغار" و نقول ده بساطة ايمان اعتقد ده غلط.

و كما دخل السيد، حينذاك، إلى المدينة المقدسة، على ظهر جحش، تراه الكنيسة يصل دائماً، و من جديد، في أشكال الخبز و الخمر المتواضعة... البابا بيندكتوس السادس عشر
الافخارستيا و العز و أكل الوز
صّدق وعد الله ليك و لمصر ... واعظ في كنيسة
دايماً تلاق ناس بتتكلم عن انك تكون ايجابي و ربنا حيحقق وعوده و مواعيده ... إلخ، الكلام ده جميل بس اللي بيتقال مش جميل، يعني انت بتقول "مبارك شعبي مصر" و تفضل تقول ان ربنا مبارك البلد ديه، بس كلام الايه مش عن وعد بزيادة قيمة الجنية او مش معناه انا الله مش بيحب ايران، الله بيحب كل الناس و مصر مش زيادة عن أي " بلد، الله ليه شهود في بلاد كتبير، اقروا كتاب "العذاب الأحمر" شوفوا الناس كانت بتتعذب ازاي في وقت الشيوعية، اقرأ قصص آباء الكنيسة مش كلهم مصريين، و طبعأً الكلام ده ينفع على حجات كثيرة زي الفلوس زي" الخلفة ..... إلخ، الافخارستيا بتخلينا نفهم ايه هي وعود الله الحقيقية، الافخارستيا هو وعد من الله اننا لو كنا على صورة ابنه، الله حيحول شخصنا و حياتنا و خدمتنا إلى بركة و حياة في المسيح يسوع لللناس التانية، احنا اصلاً جسد المسيح "السري" و المسيح بيقدم جسدة "الحقيقي" على المذبح، يعني احنا من خلال الافخارستيا بنعلن جسد المسيح الحقيقي للناس، بنعلن يسوع للناس، بنعلنه ازاي ؟؟ بالشراكة مع يسوع المسيح في الموت و الذل و المهانة و المجد و العزة و الرفعة، الافخارستيا بتخلينا نبص لله مش انه اله العز و اكل الوز، لأ بتخلينا نبصله انه ابونا و اخونا و قائد لينا.

و بالتالي من الخطر أن نفسر النبوات الكتابية على ضوء الأحداث السياسية المُتغيرة و المُتقلبه، فنحن بذلك نشوه كلمة الله و نستخدمها لمصالحنا، كما نشوش عقول البسطاء من شعبنا. لذا لابد أن نربط بين المعنى الأصلي للنبوة. المعنى الذي قصده النبي القديم عندما تفوه بها و الذي فهمه السامعون وقتها و تحقق في إطاره التاريخي و بين الرسالة الروحية المُعاصرة لنا الآن. و هذا يحدث عندما نعيد قراءة أو تفسير النبوات في نور العهد الجديد و حياة و رسالة الرب يسوع مركز النبوة من ناحيية، و القراءة الواعية لعلامات الأزمنة و تحولات العصر و احتياجات و صراعات الناس من الناحية الأخرى... الدكتور القس مكرم نجيب
الافخارستيا و الافلام الاباحية:
كلنا فاسدون... لا استثني أحداً .... حتى بالصمت العاجز المواطن قليل الحيلة... الفنان أحمد زكي
الافلام الاباحية هي صناعة سينما، تمثيل يعني، لو اي حد اتفرج على الافلام الوثائقية بتاعة قناة 4 الفرنسية أو سي ان ان، أو بي بي سي اللي بتتكلم عن صناعة الافلام الاباحية حيفهم قصدي، ببساطة فيه افلام وثائقة كتير بتتكلم عن الافلام الاباحية كصناعة سينما، الموضوع ملهوش علاقة بالمتعه خالص، بس النايج اللي بيقدموها واضحة، الجسد و العلاقة الجنسية "بتتشيئ"، بتفقد معناها ، و الممثل/ الممثلة بيفقدوا قيمتهم كانسان/ كانسانة، بيتحولوا لبضاعة لممارسة الجنس مع اي عدد من الناس، بأي طريقة، في أي وقت، و فيه انتهاكات كثير بتحصل اثناء التصوير، فيه خدمات كثيرة لمواجهة الموضوع ده و ممكن تلاقوا اختبارات كثيرة للمثلات على خدمة اسمها "الصليب الوردي"Pink Cross المهم في الافخارستيا احنا بنقول ان المسيح "اسلم ذاته بإيرادته عنا كلنا" و يوحنا ذهبي الفم ليه قوله ان المسيح "ذبح  ذاته" اثناء العشاء السري، في الافخارستيا يسوع اعطانا ذاته و لكن بارادته عكس الممثلين بيُذبحوا بس غصب عنهم عشان في عقود ماضيين عليها، ، بدل لما الجسد بيُستغل في الجنس بقى مره واحدة الجسد بيُبذل و بيُعطى لينا عشان نعيش و نتغير و نقوم من الموت، يعني بدل لما يبقى جسد للموت (للممثل/ للمشاهد) بقى جسد المسيح حياة لينا كلنا،  بدل لما حياة الممثلات/ الممثلين بتبقى ملهاش قيمه، يسوع بيعلمنا ان البذل اسمى قيمه،  أنت موجود مش عشان نفسك بس أنت موجود عشان تشقلب الدنيا، عشان حياتك تؤثر في حيات غيرك و ده مش حيتم إلا من خلال التضحية مش الأخذ،الافخارستيا هي الجمال في وسط العالم اللي مليان قبح اللي احنا عايشين فيه، الافخارستيا بتعلمنا اننا احنا اللي بنصلب اجمل من فينا، احنا اللي خلينا المجتمع مريض و خلينا ناس تلجأ لشغلنات زي الدعارة، احنا مسؤلين، كلنا فاسدون.

الافخارستيا عيش و ملح (صداقة الله)

عشان لازم نكون مع بعض عشان شايلانا نفس الأرض ... إعلان موبينيل
الإفخارستيا هي عيش و ملح ... أبونا جون جبرائيل الدومنيكاني في مكالمة على الموبايل
 لما يكون فيه اصحاب بيأكلوا مع بعض، بيضحكوا مع بعض، بيعيشوا مع بعض، في الافخارستيا يسوع اصبح معانا في نفس الارض بياكل معانا، مش بس بياكل معانا، لأ احنا بناكله/ بنتحد بيه، نظرتنا لله تحولت من إله يطلب فرائض إلى الله يدعونا لأكله/ الاتحاد به، تخيل لو صاحبك عازمك على خروجة "للبرنس" او "بحة" و بيتحايل عليك عشان تاكل معاه، للأسف احنا خلينا الافخارستيا عبارة عن الكود السحري اللي الواحد بياخذه قبل لما يموت عشان يدخل الملكوت او "مشروب ريد بول يعطيك جوانح في الامتحانات او في الارتباط أو الشغل"، الافخارسيتا هي عيش و ملح مع الله بالمفهوم الشرقي للعيش و الملح، هو الوليمة اللي انت بتكون واحد مع الله و مينفعش تخونة، مش بس كده انت لما بتغلط المفروض تصالح صاحبك و تعزمة على أكله و تصالحه، لكن الغريب هو أن  الله هو اللي بيصالحك لنفسه، هو اللي بيعزمك و هو اللي بيقدم الأكل و هو اللي بقدملك الغفران.

الافخارستيا و العنف

الدنيا ديه ماشية بالذراع ... حكمة شعبية
في العالم اللي احنا عايشين فيه الصغير بيتأكل، و و على رأي الاغنية "و الطيب ينداس"، يسوع كان طيب، و يسوع انداس على الصليب، إذاً المثل صح!! ، لا يسوع أعلن من خلال قيامته أن الطيب بينداس لوقت، لكن الله بذراع قويه حيبرره ، و حيبرأه أمام العالم كله، مش بس كده و بسببه حيكون للناس الشريرة بركة، يعني بطرس سب و لعن، و موقفش جنب صاحبة اللي أكل معاه، بس يسوع قام، و بطرس ده اتحول من واحد جبان و خايف لواحد أعلن إيمانه بيسوع القائم، و أعلن انه بدم يسوع القائم اتبرر و ليه ميراث مع الله، الطيب بينداس أه و لأ!!  انداس لثلاث أيام ولكن قامو الناس بتبشر يبه لمده  2000 سنة !!
إن الافخارستيا مع الكلمة [الكتاب المقدس] هي المكان الصحيح للقاء القائم من الموت ... اللاهوتي الكاثوليكي فالتر كاسبر 
و ماذا بعد؟ ... رزان مغربي إعلان على قناة م. بي. سي 2 

القداس يبدأ عندما ينتهي، أي أنه يبدأ في المجتمع عندما ينتهي داخل جدران الكنائس... الأب فاضل سيداروس
دورنا ايه بعد كل قداس بيتقدم فيه افخارستيا؟؟، حنغير العالم ازاي؟؟ ازاي حنعلن اسم يسوع؟؟ ازاي حندافع عن كل مظلوم؟؟ ازاي حنكمل ملكوت السموات اللي افتتحه يسوع؟؟ ازاي حنبقى بني آدمين حقيقين، أيه دورنا بعد لما نخرج من الكنيسة انهادة، سؤال دور على اجابته جواك أنت.
لا يجب أن نعيش حياة لمدة ستة أيام في الأسبوع و نقضي يوم الأحد فقط للتفكير في الله، بل يجب أن يكون الله في قلب كل ما نقوم به كل يوم ... جوناثان هيل
الصورة اللي تحت ايه معناها؟، انا حقول انا فهمتها ازاي، انا شايف ان فيها المسيح بيقدم جسده و دمه و كل واحد فينا مأسور بخطاياه وإدمانه أياً كنا، كنا قاتلين، كلنا مثليين،  كلنا مدمنين، الشكل بيختلف بس المضمون واحد "كلنا فاسدون"، الافخارستيا هي دعوه من يسوع للخطاه للعشاء معه و صلح معه و اتحاد بيه، انا شخصياً شايف نفسي فيها، و أنتَ أو أنتِ مدعو للعيش و الملح مع الله اللي يغير معنى حياتك و وجودك و يدي قيمه لحياتك و حياة اللي حوليك.

اتمنى تكون التدوينة عجبتكم، لو عجبتكم شير في الخير، لو مش عجباكم قولولي ليه

#لاهوت_شعبي 


* حسب رسالة دكتوراة في اللاهوت من الاكليريكية بعنوان " الإفخارستيا و الصليب"، أبونا دانيال ماهر إسكندر


"الافخارستيا  هي عيش و ملح" الأب جون جابريل 
ء

No comments:

Post a Comment