Tuesday, April 25, 2017

هل المسيحية كئيبة؟ الشهادة، ملكوت الله، قيامة يسوع و القليل من الأبطال الخارقين ... مدخل صغير جداً لعقيدة تأليه الإنسان

التدوينة دي تعليق على بعض الأفكار اللاهوتية اللي بتتردد بعد كل حدث طائفي ضد المسيحيين، و محاوله لرسم صورة مسيحية سوية عن الشهادة و الدعوة المسيحية، و مدخل لعقيدة منسية عندنا كمسيحيين

الأناجيل  و سيرة القديسيين ... بعض الأفكار المغلوطة
"يا بختهم"، "١٥ مليون شهيد تحت الطلب" ... إلخ
المارتيريا أو الشهادة في العهد الجديد معناها "شاهد عيان". العهد الجديد بيتكلم عن كذا نوع للشهاده طبعا النوع الأول و الأكثر شهرة هو الشهادة ليسوع و اللي ممكن تجيب للناس الطرد و السجن و الإضطهاد النفسي و الجسدي و ممكن القتل من أقرب الناس. لكن النوع ده دي نتيجة مش غاية و فيه فرق كبير بين الاثنين، زي مثلاً لما أقول لمراتي إني بحبها و حابب أعيش معاها في شركه لغاية آخر يوم في عمري و لو اتحطيت بين إختيارين الحياة بعيد عنها أو الموت هختار الموت لأن البعد عنها أسوأ من الموت!. هنا الموت هدفه حب و بيجي زي ما قلت نتيجة مش غاية في حد ذاته. النوع الثاني من الشهادة هو التمثل أو التشبه بيسوع (محاكاة يسوع). ده معناه أننا نمشي خطواته، و ق. بولس إتكلم عن التشبه بالمسيح و حتى كتاب سير الشهداء كان عندهم نفس المبدأ في إسلوب كتابتهم لسير الشهداء. و ده بنلاقيه في سيرة الشهيد بوليكاربوس، اللي لو حد قرأ سيرته هيلاقي أنه قصته تشبه قصة القبض على يسوع و كأن كاتب سيرته بيقول ق.  بوليكاربوس ماشي في نفس المسار بتاع يسوع اللي هو المثال الحقيقي و النمط اللي المفروض نمشي عليه كلنا. و هنا نيجي لنقطة مهمة شكلت تفكيرنا، سيرة أي قديس كانت بتتكتب عشان تشجيع المؤمنين في الأساس، فمثلاً هنلاقي في سيرة ق. بوليكاربوس الوالي بيقول له "أنا عندي وحوش" و القديس بيرد عليه "جيبهم!"، طبعا القديس أكيد قال كده لأنه فعلا في الآخر إستشهد على اسم يسوع، و قال جملته المشهورة "٨٦ سنة بخدم المسيح و معمليش غير كل ما هو صالح، إزاي أجدف على ملكي و مخلصي!"، لكن كاتب السيرة مبيجبش سيره خوف القديس خالص. و هنا نيجي بقى للفرق بين الأناجيل و سير القديسين، الأناجيل هدفها مش مجرد تشجيع المسيحي على الإستشهاد، لكن الهدف منها تنقل صورة حقيقية و واقعية ليسوع المسيح، الإله المتجسد عشان نقدر نتمثل به و نقلده، و بنلاقي فيها يسوع خايف و بيبكي و عرقه نزل دم لكنه بيتغلب على ده بالصلاة و التمسك و الثقة بالله الآب للنهاية، و ده برضو بيعلمنا إن الخوف عموماً و من الموت تحديداً مش خطية دي مشاعر إنسانية "غير شريرة" (حسب تعبير آباء كنيسة الإسكندرية)، ق. بوليكاربوس أكيد إختبر الخوف لأنه داخل على وحوش و أكيد قدر يتغلب عليه بقوة يسوع القائم من الموت، لكن كاتب سيرته ذكر الخلاصة عشان يشجع المسيحيين على الإستشهاد. فلو حطينا التفرقة دي قدام عينين، هنفهم إن جمل زي  "١٥ مليون شهيد تحت الطلب" جمل عنتريه مش حقيقية، الموت مش طبيعي و طبيعي نخاف. فيه نوعية ثانية من الجمل، لكنها مُعثره جدا هي "يا بختهم!"، خصوصا لو متقاله من على منبر أو حد بيكتب على السوشيال ميديا، تخيل كده حد له طفل متوفي و أنت داخل تقوله مبروك! يا بخته!، حتى ق. بولس بيتكلم عن مشاركة المشاعر سواء الفرح أو الحزن. الموت في المسيحية قبح حقيقي، القداس بيقوله دخل بحسد إبليس، الموت مرض مش حاجة طبيعية يعني، المسيحية بتقدم العلاج، العلاج هو الإيمان بقيامة يسوع و هي اللي بتدينا رجاء في قيامتنا إحنا، يسوع القائم من الموت هو الطبيب الحقيقي و الجمال الحقيقي، المسيحية مش بتنكر أن المرض ده مؤلم جداً، فطبيعي إننا نضايق و نزعل لما حد يموت لكن الفكرة أن المسيحية بتقول أن فيه رجاء عشان "يسوع قام"، الكلمة الأخيرة هي للحياة

Wednesday, January 4, 2017

الله تجسد: يسوع أخونا، عائلة الله، ملكوت الله و البيئة (لمحات عن التجسد الإلهي 2)؟!

من هو يسوع المسيح بالنسبة لنا اليوم؟ ... اللاهوتي الألماني اللوثري ديتريتش بنهوفر
في السنين الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، كتب بنهوفر سؤال مهم أوي، كتب كده "من هو يسوع المسيح بالنسبة لنا اليوم؟"، أنا استخدمت الأقتباس ده قبل كده في تدوينة قديمة، لكن لأهمية السؤال هستخدمه ثاني لأننا مُطالبن نجاوبه، أنا حاولت في تدوينة قديمة أجاوب عليه من خلال التجسد الإلهي*، هحاول أنهاردة في التدوينة دي أكمل على التدوينة اللي فاتت

(يسوع مش سوبرمان (يسوع أخونا

واحد من اثنين. لاهوت قدوس. بغير فساد مساوٍ للآب... و ناسوت طاهر... مساوٍ لنا كالتدبير ... ثيؤطوكية يوم الأحد
أنا أيضاً الصديق، العضو، الرأس، الأخ، الأخت، الأم. أنا الكل. أنا أنت فلا تكن سوى صديقي. لقد صرت فقيراً من أجلك، متسولاً من أجلك، لقد صلبت من أجلك، دفنت من أجلك، و في السماء أتوسل إلى الآب من أجلك ... بقلم ق. يوحنا ذهبي الفم على لسان رب المجد يسوع
هذا إذن هو رفيقنا في الصقيع و النار: الرب يسوع الذي أخذ جسداً من العذراء، الواحد من الثالوث و هو واحد منا في نفس الوقت، إلهنا و مع ذلك فهو أخونا الأب كاليستوس وير