Monday, October 27, 2014

الله خلقنا عشان يقرفنا و يكفرنا و ينكد علينا: مشكلة الألم

:مشكلة الألم
لن نجد دفاعاً في الكتاب المقدس كله عن الآلم و لا طلباً للألم و لا أستمتاعاً بالألم...الأب نادر ميشيل 

الألم حاجة صعبة أوي، لما بنشوف شاب/ شابه عندهم سرطان أو ماتوا و هم صغيرين، بنحس بضيق و غضب من ربنا -ده منطقي جداً- و دايماُ بنسأله ليه؟!!، و في الغالب ربنا "غامض و قامط" و مش بيرد علينا، ممكن نروح لحد نسأله "ليه ربنا عمل كده؟!!" ، و نلاقي اللي يقولنا حد "ده مرض الملكوت" أو "كده هو/ هي مستريح" ... إلخ من الردود و لما أنا بسمع الكلمتين دوله بيتشنج و بيجيله ارتفاع في ضغط الدم -انا مش بقول ان الكلام ده مش مفيد لكل الناس، ممكن يكون مفيد لبعض الناس، بس انا مش واحد من الناس ديه- ، أنا في النوت ديه مش ححاول اجاوب على مشكلة الألم لأن بصراحة مقتنع بكلام اللاهوتي الستر مجراث لما قال "فما من أحد لديه إجابه قاطعة على مشكلة الألم"، لما حد يبقى عنده سرطان لازم نحزن معاه و نبكي معاه و نقف جنبه مش نبررله، فيه أب كاثوليكي اسمه فرانسوا فاريون اليسوعي كان بيروح لشابه عندها 20 سنة و عندها سرطان لما قالتله أنا "بيتمرد" قالها " أنا بتمرد معاكي"، و لما حد بيفارق الحياة، ده بيسبب ألم و ضيق عند الناس اللي بتحبه و بيفتقدوه ، و من حقهم يعيطوا، لما اسمع ان فيه بنت حد اغتصبها لازم نثور و نضايق و نحزن، من الآخر على رأي الأب نادر ميشيل لما قال "فنحن نتحدث عن أشخاص متألمين يستوجبون الاحترام العميق لشخصهم و التقدير الكبير لمشاعرهم"، مينفعش نبرر الآلم و احنا قاعدين في التكيف، مينفعش نبرر الشر عشان بيحصل لحد غيرنا، من الآخر انا في المقالة القصيرة ديه انا مش ححاول اجاوب ليه فيه ألم؟،و لا ححاول ابرره، عشان الألم مش حاجة ينفع نبررهها، بس ححاول اطرح فكرة ازاي نقدر من الألم اللي "ملهوش معنى" و يعتبر حاجة "معفنه" نطلع "معني و قيمه"
المسيحي هو القادر على إضفاء معنى على ما لا معنى له... الأب فرانسوا فايون اليسوعي
جوهر فكر التجسد في المسيحية يتحدث عن الله المتعاطف مع آلامنا... اللاهوتي الستر ماجراث


:أخذ الذي لنا و أعطانا الذي له، يسوع الفواعلي"



بولس الرسول كان بيسمي يسوع بالأخ "البكر"، اللي هي بالبلدي "اخونا الكبير"، و فيه واحد اسمه سلوانوس في القرن الثاني قال على المسيح انه "الصديق الحقيقي" ايه اللي خلاهم يقولوا كده؟ لأنهم شافوا في يسوع حد قريب جداً منهم و من مشاكلهم، حد اختبر كل الضيقات اللي بيمروا بيها، شافوا في يسوع أنه اختبر واقعهم البشري، ازاي؟ لو انتَ/انتِ مختبر تريقه او مضايقات من أي حد في عيلتك، فقرايب يسوع كانوا بيقولوا عليه مجنون، لو انت فاقد ابوك او امك يسوع اختبر فقدانه ليوسف النجار و اللي هو كان اكيد بيقوله "بابا" و اكيد كانت العلاقة بينهم قوية زي علاقة اي أب و أبن، و لما مات يوسف النجار ابتدأ يسوع يعول امه، و طبعاً كلنا عارفين أن يسوع كان شغال نجار، و اللي بتأكده الدراسات الحديثة أن نجار في العصور القديمة تشمل "العمل في الحجارة و الحدادة" يعني ببساطة يسوع أشتغل "فواعلي"، يعني لو شايف ان شغلتك "مش قد المقام" حد يسوع قدام عينك، لو انتَ/انتِ مختبرين نداله من اصحابك/ صحباتك ،فاصحاب يسوع كلهم "فلسعوا" اول لما الجنود جاءوا عشان يقبضوا عليه و فيه واحد منهم سب و لعن و الثاني هرب عريان و مكانش معاه على الصليب الا يوحناو الباقي ستات!!، يعني لامؤاخذه الرجاله طلعوا "نص كم"، اخوه يسوع لينا تجلت طوال حياته و وصلت لذروتها على الصليب/ القيامة ازاي ؟؟؟ اقولك
لكنه [يسوع] اجتاز بنفسه في كل الخبرة البشرية، بدءاً من المضايقات الأسرية البسيطة و ضغوط العمل الشاق، و ضيق ذات اليد، إلي أفظع أنواع الألم و المهانة و الهزيمة و الجزع و الموت... دورثي ل. سيرز
:يسوع الانسان و الله الرافض و الصامت



يسوع في البستان طلب من ربنا انه "ميتصلبش"، طبيعي جاله مشاعر خوف من الآلم و الصلب و الموت (خصوصاً انه عارف ايه اللي حيحصل)، كان متألم جداً و صلي بصراخ و دموع لكنه الله رفض، ربنا بنفسه اختبر "رفض الطلبة من الله" لكن في نفس العبارة يسوع قال لله أبوه حاجة غريبه "لتكن ارادتك"، يسوع كان واثق ان الله، يسوع على الصليب قال عبارة رهيبه بمعنى الكلمة، قال "الهي الهي لماذا تركتني" ديه معناها ايه؟ يسوع اختبر الصمت الإلهي، يعني الله تركه على الصليب معلق و متألم و بيعاني و لم يتدخل خالص !! ، البشر دخلوا سكينه في قلب الله الآب و الآب صمت، مش بس صمت ساعة و لا اثنين، لأ ثلاث أيام، غريبه صح؟ طيب ليه ؟ عشان الله كان عاوز يدوق من كاس المر اللي احنا بندوقه، كان عاوز يختبر كل معاناتنا، كان عاوز يختبر الصمت الإلهي اللي احنا بنختبره احياناً عشان يتحد باخواته كلهم بأقصى صورة ممكنه، عشان لما كل واحد مظلوم يصرخ و يتألم و يقول لربنا "انت ليه سايبني" ، يبقى المسيح معاه و بيقول العبارة ديه معاه، المسيح في صرخته كان متحد مع كل واحد متألم و حاسس أنه متروك و بيقول بيقول "الهي الهي لماذا تركتني"، يسوع كان متألم ألم حقيقي و الله لم يتدخل ليقلل ذلك الآلم!!، بس الأغرب في نفس العبارة هو ضمير الملكية في كلمه "إلهي"، يسوع لآخر لحظة في حياته على الأرض واثق في الله، يسوع كان بيخاطب الله بلفظ "آبا" اللي هي عندنا دلوقتي "دادي أو بابي" (بضمير الملكية) و ده بالمناسبة شئ غريب و غير مسبوق، و على الصليب نادي يسوع " إلهي" (بنفس ضمير الملكية)، يسوع كان مازال واثق في الله ابوه مع ان الله صامت، غريبه، صح !! هي مش غريبة لأن يسوع كان مختبر الله في حياته البشرية كلها، كان الله ابوه معاه في كل صغيره و كبيرة من حياته و عينين يسوع دايماً كانت متوجهة على الله ابوه، كانيسوع كان بيقعد مع ابوه و بيتكلم كثير، يسوع و هو بيموت كان واثق في الله ابوه، واثق لدرجة انه اسلم روحه لله ابوه و مكنش شاكك ان الله حيحول موته -اللي باين انه مهانه و عار- إلى مجد، مش بس ليه و لكن لأخوته/ البشرية كلهم، يسوع كان واثق في الله، ليه؟ عشان فيه عشره حقيقية بينه و بين الله.
"فليس الآب غريباً عن البشرية المتألمة، بل هو حاضر لها و شاعر بها و متضامن معها و عامل فيها ليحولها إلى بشرية منتصرة من خلال الألم ، .. و هذا سر، سر الشر الذي انتصر عليه يسوع بسره الفصحي [القيامة]. أما الشر فهو "الا-معنى"، و أمل انتصار الله على الشر فهو "المعنى"... الأب فاضل سيداروس
:الجواب الإلهي-القيامة
"على المسيحي ألا يواجه الموت مثل الرواقيين و أتباع ارسطو، و لكن أن يتشبهوا بالمسيح في بستان الزيتون أو يُصلوا كما صلى على الصليب "إلهي إلهي لماذا تركتني؟! و بعد ذلك يُضيفوا "في يديك استودع روحي، يا إلهي الذي لا يُدرك بشكلٍ مطلق ... اللاهوتي كارل رانر
نعمل ايه لما نمر بمصيبه؟! اول حاجة اتخانق مع ربنا، متدورش على حديقولك تعمل ليه؟ ، ربنا خلقك مميز،مفيش مشكلة انك تشوف اللي سبقوك و شوف عملوا ايه لكن متحطش نفسك في قالب محدد، مش معنى ان فلان ظهرله ملاك يبقى لازم يظهرلك ملاك، انت مختلف و متميز من الآخر "متحاولش تبقى حد تاني غير نفسك"، فيه قديس اسمه يوحنا الصليب قال "يقود الله كل نفس في طريق خاصة بها، بحيث لا نكاد نجد نفساً مسيرتها مع أخرى، و لو بنسبة النصف إلى الكل"، الأيمان بالله عايز مغامرة، عايز "نطة"، عارف لما يكون فيه عيل صغير و اول مرة ينزل الميه في حمام السباحة، بيقف قدام ابوه و بينط و بيغمض عينه و بيثق في ابوه، الايمان "مغامرة" و "ثقة"، الأيمان "مُكلف"، كنت قلتلكم فوق ان الله الآب قال ليسوع "لأ" في البساتان، لكن كاتب الرسالة للعبرانيين بيقول "سُمع له من أجل تقواه"، قصه يسوع منتاهتش بكئابه، لكن حصل تغيير خذري، تغيير مش مسبوق أبداً، المسيح قام!! كسر الموت!! فيه اسقف اسمه ميلتيوس (قرن 3) بيقول "أمات الموت"، القصة مش بس معاناه و ألم،الله مش بس اتحد بآلامنا، الله حول آلامنا في شخصة بالقيامة، يعني القصية نهايتها مش كئيبة، قصتنا زي قصة يسوع، فيه صلب و فيه صمت و فيها رفضمن الله لكن فيها قيامة و غلبة، طبعاً ده مش كلام افيون عشان نعزي بيه نفسنا، لأ، القيامة حدث غير الرجاله اللي فلسعو إلى شهداء متشبهين بيسوع في كل حاجة، ليه عشان القيامة تغير و تجد و بتدي رجاء حقيقي.
"مشكلتي الأولى مع الله؟ هي أنه صامت جداً. أصارع لاحس/ أدرك حضوره. فلا أسمع صوته بوضوح مثلما أسمع زوجتى و أهلى. فإذا كان الكتاب المقدس صحيحاً و أن الله يريد علاقة مع البشر. فلماذا يظهر أنه بعيداً جداً؟ فالأب المحب لا يكتفي بالاشارات و الوثائق المكتوبه التي تتعلق بتاريخ العائلة لأولاده الذي يحبهم (أعنى الكتاب المقدس [وثيقة العائلة لواحدة =الجسد الواحد= كنيسة العهدين]). في الواقع، من الممكن أن نلقب ذلك الفعل أنه إهمال و عنايه فقيرة من الأهل. لذا فلماذا لا يفعل الله ما يفعله الأهل المحبين لأولادهم؟ لماذا لا يتحدث إلينا الآن؟ لا يوجد عندي أدنى شك أن زوجتي و أمي و أبي (كذلك حماتي و حماي) يحبونني.. فانهم يقولون ذلك شخصياً. أحياناً تكون الكلمات أقوى من الأفعال. أدرك تماماً سبب إلحاد بعض الناس. فإن لم أكن أؤمن بقيامة يسوع لملتُ على الأرحج إلى الإلحاد...لكني لا أستطيع أن أشكك في المصداقية التاريخية لقيامة يسوع و نهوض الحركة [التابعة] ليسوع في النصف الأول للقرن الأول الميلادي. حيث يكون الدخان.. تكون النار. فقيامة يسوع هي النار التي جعلت المسيحية تبدأ. لهذا أستمر في الإيمان على الرغم من الشكوك العنيدة و الاحساس أن الله بعيد ... المُحاضر جريج مونيتي

:الله صالح و إلى الآبد رحمته

لو فيه في حياتك ألم بص على يسوع و اتكلم معاه، الصلاة هي مش عصاية هاري بوتر بنحقق بيها امانينا، لأ، الصلاة قوتها في اننا ننتظر نعمة الله اللي تغلب الألم و الموت، لكنها في نفس الوقت "لا تعفي المؤمن من اجتياز الألم، زي يسوع اختبر و ذاق الألم و الموت لكنه في النهايه انتصر على الموت و جلس عن يمين العظمة ، قام من الموت و دلوقتي هو في حالة غلبة و نصرة، يسوع هو الرجاء و المعزي الحقيقي لينا في الآلم لأنه حساسس بينا، الله ارسل روحة عشان يبقى معانا في كل حته و في كل موقف و يطبطب علينا، الله هو ابونا اللي بيبوسنا كل يوم في الأفخارستيا (اللي هي حياته الذاتيه/ الدواء اللي بيأخذه العيان/ الدواء اللي بيتغلب على سلطان الموت)، الخلاصة زي ما حصصل ليسوع حيحصل لينا، حيحصل لينا الم و اضطهاد و ضيق، لكن فيه نفس الوقت الله حيكون ليه الكلمة الآخيرة، الله صالح و لن يترك "نفوسنا ترى فساداً"، الله صالح و لن يجعل الكلمة النهائية للظلم و الألم و الموت. ثقتنا في الله انه صالح مينفعش تبقى مبنيه على مبدأ "هات و خد"، لازم تبقى علاقة "غير نفعية"، زي علاقة أي أب و أي ابن، على رأي الأب فرانسوا لما قال "إثبات وجود الله لأنه نافع و انكاره لعدم جدواه نقيضان يتساويان في الخساسة"، ربنا مش جميل عشان بيدي عطايا جميله لأ، القسيس جون بيبر قال "الله يُمجد جداً فيك عندما تكون مكتفياً جداً به، في وسط الخسارة و ليس الرخاء" ، الله جميل لأنه متركناش مرميين في الوحل، لكن نزل معانا عشان يرفعنا و ينضفنا، عشان يخلينا نتحد فيه و نعيش إلى الآبد بيه.
"محبة الله سر عميق و كبير لا تحوطة نظريات و لا تُقيده تفسيرات. و كل تبرير للألم يبجرح حب الله للانسان و ينال من أبوته الفياضة للبشر. محبة الله تدعو إلى الحرية و المجانية. هي نور يُضئ الطريق الذي ينفتح أمام الإنسان المتألم و يدعوه إلى التقدم واثقاً في النصر على قوى الألم و الظلم و القهر. محبة الله كبيرة، لا يحدها فكر أو لاهوت، لأن المحبة تحب بدون سبب، و بدون استحقاق و بلا حدود ... الأب نادر ميشيل


الله صالح... المسيح قام .... الروح بيحتضنا


عماد عاطف

27-10-2014



لو عجباك شير في الخير لو مش عجباك يهمني رأيك
لو حابب تقرأ عن موضوع الألم في كتب كويسة منها التالي



 كتاب "الألم هل من معنى" للأب نادر ميشيل

كتاب "الإيمان في عصر التشكيك" تيموثي كلر
 كتاب "فرح الإيمان بهجة الحياة" للأب فرانسوا فاريون اليسوعي
 كتاب "إلهي لا نفع له: في مديح المجانية" الأب شارل دليه اليسوعي
كتاب "القضية .. اللإيمان" لي ستروبل
كتاب "الدفاعيات المجردة" لألستر مجراث
كتاب "الله-الإنسان و الألم" سي إس لويس
كتب ابونا بيشوي كامل




No comments:

Post a Comment