Monday, October 10, 2016

المسيح عملنا ايه لامؤاخذه؟! نظره سريعة على مداخل الفداء المختلفة

على حبك عندي 100 إثبات ... عمرو دياب
المسيحية بتقول أن الله بيحبنا، و بذل ابنه عشاننا، لكن هو يسوع المسيح عملنا ايه بالظبط؟!، المسيحية بتسمي عمل المسيح كله أنه سر، بالبلدي "السر" حسب ق. أغسطينوس هو حاجة مش هنبطل نفهمها، يعني كل شويه نبص عليها نلاقي حاجة جديدة، لو فيه علاقة حب بين اثنين حيحسوا الكلام ده، كل شويه بنكتشف حاجة جميلة و مبهرة في بعض، الحب سر. في التدوينة دي ححاول أعرض في إيجاز شديد أهم المداخل المختلفة لشرح عمل يسوع المسيح الخلاصي ، أنا بعتذر مبدئياً عن أي تقصير في التعبير عن أي وجهة نظر (خصوصاً البدلية العقابية) ، أنا بحاول الخص نظريات كثير في 4 صفحات بس، أنا مدرك مدى ضخامة الموضوع لأني حالياً بقرأ في كتاب من 600 صفحة عن الموضوع ده، هحاول أقول إزاي كل مدخل يقدر يفيدك انت كإنسان مسيحي، و ايه أهمية أنك تعرف فلان قال كذا و علان قال كذا، في الآخر هحاول أجمع النظريات دي في منظومة واحدة بتعبر عن إيمان كنيستي القبطية الأرثوذكسية، و أخيراً هحط صوره تعبر عن الفكرة، و أعتقد ممكن تخلى مخنا يفكر في حجات كثير. 

المسيح بيجمع الكل فيه و معاه
لمتنا تحلى مع بعض أحلى و الأحلى فيها أننا كاملين  ... فرقة مدفعجية إعلان فودافون
أكثر حد عبر عن المدخل ده هو ق. ايريناؤس، المدخل ده بيخلينا نركز أكثر على حياة يسوع المسيح على الأرض، و بيقارن بين آدم الأول و آدم الثاني يسوع المسيح، آدم الأول هو من جاء بالفساد، الموت، الآلم، للكون كله مش بس البشر، المسيح بإعتباره "آدم الثاني" بيمحي عصيان آدم الأول، يسوع المسيح بيطيع الله الآب حتى الموت، و بالطاعة دي بيقدس كل مراحل الحياة البشرية، و يخلي البشرية تقول من خلاله لله الآب"نعم"، و بكده فهو يجمع البشرية فيه، و من خلال الإنجماع ده بيتكون جسده اللي هو الكنيسة. المدخل ده يفرق معاك في ايه؟ أولاً: المدخل ده بيساعدنا على إدراك أهمية حياة يسوع ككل و عمله "قبل" الصلب، فقبل الصلب كان يسوع بيتجه تجاه الله الآب، و بيطيع حتى الموت، في يسوع البشرية و لأول مرة بتقول "نعم" حقيقية لله الآب، ثانياً: بتدي مفهوم كياني للوحده مع المسيح، فهي مش وحده خارجية و لكنها كيانية، و بكده تُعطي أهمية لكل شخص عشان كل إنسان مدعو أن يُكون جسد المسيح مع أخوته، فالكنيسة تتكون بكل واحد منا، و كأن المسيح بقولنا " لمتنا تحلى مع بعض أحلى "، ثالثاً: بتوضح إزاي الممارسات اللي بتم في الكنيسة، في الكنيسة إحنا بنُدفن مع المسيح في جرن المعمودية، و بنقوم معاه، و بنلبس المسيح ذاته، فالكنيسة بتعلمنا أننا المفروض نشترك "مع" و "ب" و "في" مصير المسيح. 

المسيح الفارس المنتصر
بيين: "إذا لقد عدت لتموت مع مدينتك؟"، باتمان: "لا، جئت لأمنعك!!" فيلم
The Dark Knight rises
باتمان في فيلم  جاء باتمان لجوثام عشان يحررها من قبضة بين الشرير، جاء لينتصر و يحرر، و بيستمر ق. أيريانؤس معتمد على المدخل اللي فات إنه يحاول يفهم "موت المسيح"، فموت المسيح هو تدمير الموت (ق. كيرلس)، ذبح الموت (ق. ميليتيوس أسقف ساردس)، تدمير قوى الشر، تدمير الشيطان، تحرير الأسرى، لو عاوز تحس بعظمة المدخل ده أسمع ترنيمة المسيح قام من بين الأموات بصوت فيروز، حتحس بالشومخ كده، المدخل ده موجود في جميع الصلوات (الليتروجيات) الارثوذكسية، نجده في "الثوك تاتي جوم" التي بنرتلها يوم الجمعة العظيمة، فنحن مش بنشوف يسوع المسيح شخصاً مهزوم، و لكننا بنشوفه أنه قدم ذاته بإرادته عنا كلنا ، المدخل ده أطلق عليه اللاهوتي السويدي جوستاف آلن "النظرية الآبائية" لموت المسيح. فموت المسيح ليس هو نهاية قصة الفداء و إن كان من أهم اللحظات، النظرية دي بتخلينا ندرك أن موت المسيح هو دخول إلى أرض الشيطان و هي الموت، و ده لتحرير الأسرى "نزل إلى الجحيم من قبل الصليب"، في يسوع البشرية بتنتصر على الموت، و لذلك فمملكة الشيطان أصبحت "مهلهلة" بحسب ق. أثناسيوس، فموت المسيح يليه القيامة و هي ذروه الحياة المسيحية، و ما يليها من صعود المسيح إلى السماء. المدخل ده يفرق معاك في ايه؟ كثير ما بنسمع تعبيرات زي "الجمعة العظيمة أقدس يوم في السنة"، و عشان كده نلاقي نفسنا مش مقدرين أهمية القيامة و الصعود، و ده ينعكس على ممارستنا الكنسية، ففي أسبوع الآلام بنلاقي نفسنا بتفرج على فيلم آلام المسيح عشان نعيط، و نفتكر ان دي الروحانية السليمة، على الجانب الآخر فالكنيسة ماشية في سكة ثانية، فالمسيح يُعطي له المجد و التعظيم و هو على الصليب، فيسوع ليس شخصاً مهزوماً، و لكنه إحتفال "بالخروج الجديدفالكنيسة شايفه أن القيامة هي المركز، و لو ركزنا في العهد الجديد حنلاقي أن ق. بولس يتحدث عن بطلان بشارته بدون القيامة!، فبدون نصرة يسوع على الموت لصرنا نعبد "مسيح ميت"، و لكن الروحانية الأرثوذكسية تعبد الرب المنتصر الذي عبر بالإنسانية الجديدة، فهي روحانية نصره و غلبه على كل أنواع الشر، الموت، و هي حياة و رجاء و انتظار لعودة الرب القائم، و و ده بيفسرلنا ليه إحنا بنهمل عيد الصعود، لاننا بنسمع كثير أن "يوم الجمعة العظيمة المشكلة اتحلت مع الله" و لكن المشكلة في التعبيرات دي أنها بتهمل حياة المسيح ككل، تهمل التجسد و القيامة و أخيراً الصعود.

المسيح الي بيخلينا آلهه بالنعمه
أنا و أنت ملناش غير بعض ... مصطفي كامل 
أولاً أسف أني استخدمت مصطفى كامل المغني الكئيب ده، هو فعلاً كئيب و دمر مراهقتي، بس جملته بتعبر عن المصير البشرية اللي بيعتمد على المسيح، فالمسيح هو الله اللي صار إنساناً، عشان الإنسان يصير إلهاً بالنعمة، المدخل ده من أكثر المداخل اللي حوليهم خناقة في وقتنا الحالي، ايه المقصود "بالتاله"؟، التعبير موجود عند غالبية آباء الكنيسة، و عند غالبية اللاهوتيين المعاصرين، و عند غالبية التيارات اللاهوتية أو الخلفيات الطائفية، طبقا مش مقصود منه أننا نصير آلهه زي الله يعني، و لكن هدفه أن يقول أن من خلال تجسد كلمة الله اتحدت الطبيعة البشرية بالخالق اتحاد كياني، حقيقي، و بما أن يسوع المسيح واحد معنا في الناسوت، فبالمسيح يسوع نحصل على الشركة بالنعمة مع الله، هذه الشركة و الاتحاد و الصداقة و الزيجة بين الله و الانسان، بتدي الإنسانية شرف أعظم و أسمي من حالة آدم قبل السقوط، فالتأله بالبلدي هو إتحاد الطبيعة البشرية بالنعمة مع الله. المدخل ده يفرق معاك في ايه؟ أولاً: المشكلة الرهيبة اللي بنواجهها هي إننا بقينا منتظرين يسوع يحررنا من الجسد اللي هو مش حلو ، و للأسف يرجع ده لأهمالنا جانب هام جداً في لاهوت الكنيسة الأرثوذكسية، اللي هو التأله أو دخول الطبيعة البشرية في شركة بالنعمة مع الله، و ده فعلاً مدخل بيميز المسيحية، فالمسيحية مش مستنيه ملكوت روحي فقط، و لا ملكوت أكل و شرب، و لا بتقول إننا حنذوب في الله، و لكنها بتقول إننا كبشر حنتمجد، الجسد البشري حيدخل في مجد و اتحاد مع الثالوث القدوس، الصراع بين الجسد و الروح حينتهي، كل واحد فينا هيحتفظ بشخصيته المتحده بالنعمة بالثالوث، أجسادنا حتتحول لشبه جسد المسيح القائم من الموت، حنبقى شبه أخونا البكر من الأموات. ثانياً: المدخل ده بيخلينا ندرك أهمية أحداث التجسد و القيامة و الصعود، فبتجسد الكلمة، اتحدت الطبيعة البشرية بالله من جديد، الشركة الدائمة دي بين الله و الإنسانية إبتدت بيسوع أخونا الكبير و متاحه لكل من يؤمن بنعمة المسيح و في نعمة المسيح، و و زي ما بتقول الكنيسة في طرح آدام الأحد الثالث من الخمسين المقدسة "قام الملك المسيح من القبور عربون التأله و القيامة الأبدية"، و اخيراً حينما صعد يسوع المسيح صعدت معه البشرية. و بكده فالتاله يجعلنا نفهم ليه بتحتفل الكنيسة بعيد الصعود.

المسيح الفادي/ الفدية مرقس 45:10، 1 تيموثاوس 6:2
في كل شارع في بلادي صوت الحرية بينادي ... أحمد عيد/ هاني عادل أغنية صوت الحرية
لما بنسمع كلمة فدية، بنخيل عربية مسروقة و حد بيتكلم بيقول "عاااات فلوس"، و فيه لاهويين في تاريخ الكنيسة فهموا كده برضو، فهموا أن المسيح هو الفدية اللي الله الآب بيدفعها للشيطان، لأنه هو الخاطف الشرعي البشرية بسبب العصيان، حنلاقي ق. غريغوريوس النيصي و العلامة أوريجانوس و ساويرس ابن المقفع بيشرحوا الفداء بالمدخل ده، فالله بيحترم حق الشيطان في السيادة على البشرية، يعمل ايه؟! حسب اللاهوتيين دول الله خدع الشيطان! إزاي؟! الشيطان تفاوض مع الله على أن يُطلق البشرية الأسيرة من تحت ايديه و في المقابل يديله يسوع الناصري، الشيطان كان شايف أن يسوع أنضف إنسان على وجه الأرض و بيعمل معجزات، و مكنش عارف من هو يسوع المسيح بالحقيقة، و في خلال تتميم الصفقة، يقبض الشيطان على يسوع المسيح متخيلاً أنه إنساناً بس، و لكنه اتصدم أن يسوع ده هو الكلمة الإلهي، فالله خدع الشيطان، و بكده فقد الشيطان الأثنين البشرية، و يسوع المسيح، لأن يسوع هو الله الظاهر في الجسد اللي أصلا ميقدرش يمسكه، طبعاً واضح عيوب المدخل ده، و كأنه الله بيتفاوض مع الشيطان، و يمكن المدخل ده نلاحظ أنه بيتعارض مع مدخل "المسيح المنتصر"، اللي يسوع بيهزم و يذبح الموت و قوى الشر، و لكننا نجد لاهوتي آخر يُعيد شرح هذا المدخل، و هو ق. غريغورويوس النزينزي، فالفدية بالنسبة ليه مش مقايضة مع الشيطان، و لكن الفدية عتق و تحرير للإنسانية من الموت، فالله لم يكن يحتاج لموت المسيح و لكنه قبله لأن ذلك معناه أن بموت يسوع بالجسد قدر يستعيد البشرية من جديد، فموته هو "خروج جديد"، يسوع هو الله اللي بيخرج شعبه زي ما الله خرج شعبه من أرض العبودية، المدخل ده بنلاقي إمتداده عند ق. كيرلس، فالمسيح هو الكاهن و الذبيحة، الكاهن الحقيقي، اللي بيقرب الإنسانية لله، اللي بيمثل يهوه أمام الإنسانية و يمثل الإنسانية أمام يهوه، و كمان هو الذبيحة اللي هو نفسه بيقدمها عشان البشرية تتطهر من خطاياهم عشان تتم المصالحة. المدخل ده يفرق معاك في ايه؟ أولاً، الله هو المحرر الأول و الأخير، يسوع هو "صوت الحرية الحقيقي في حياتنا"، فالله مش محتاج ثمن لحريتنا، فهو يدفع الثمن و يعطيه لنا لنتحرر من الموت، الكلمة المتجسد هو الكاهن و الذبيحة،الكلمة المتجسد يُهطي ذاته لنا في الأفخارستيا، فهي الترياق (الدواء) حسب ق. أغناطيوس الأنطاكي اللي بيقدمه الله لنا لنتطهر و لنُشفى و نتحد بالكلمة المتجسد كله. ثانياً، المدخل ده متسق مع أن العهد الجديد بينظر ليسوع بصفته الكاهن و الذبيحه الذي قدم ذاته بإرادته.

المسيح المُعلم/ المثال
حوصلك حتى لو عارف أني ممكن أموت ... تامر حسني
ثاني مرة بعتذر عن إستخدامي لنجم الجيل تامر حسني، ملقتش في مخي غير الفقرة دي عشان تعبر عن الفكرة، المدخل ده طرحه اللاهوتي بيتر أبيلارد و بعديه البيرت ريتشل، بيتر ابيلارد كان يتبنى فكرة أن موت المسيح ليس ذبيحه لكنه "مثال لحب الله"، العيب اللي في النظرية دي أنها بتهمل جانب "الذبيحة" من موت المسيح ، فهو مدخل محتاج يتحط مع مداخل ثانية عشان الصورة تكتمل، فالمسيح طبعاً هو المعلم/ المربي كما قال ق. كليمندس السكندري، فالبشرية دائماً ما ترفض الله، فهي تائهة و لا تعرف الطريق، لكن يسوع المسيح يعلم البشرية ما هو الطريق بحبه لله الآب، بيخلي البشرية تقول مع تامر حسني "حوصلك حتى لو عارف أني هموت"، و بكده بيموت يسوع "قساوة قلب البشرية"، و بكده يتحرك قلب البشرية تجاه الله، و يطلبوا الغفران من الله. و بعده جاء البيرت ريتشل ليضيف أن حياة المسيح المليئة بالحب تأسر قلب المؤمنين و بكده تزيل العداوة بين الإنسان و الله. المدخل ده يفرق معاك في ايه؟ أهمية النظرية دي هي أنها بتركيزه على نقتطين، الأولى هي أن المسيح هو المثال الذي نقيس عليه أفعالنا البشرية، و الثانية، هي أن حب المسيح هو محرر لنا، و لسلوكنا، فالحب يستطيع أن يغير الإنسان، و هذا الحب كما سبق يختلف عن الرومانسية الحديثة، حب المسيح هو حب لله أبوه و للبشريه، حب المسيح هو حب حقيقي محرر.

المسيح و ملكوت الله
كلمة الحق كانت وحيدة و بعيده، حاربوها زي ما حربوا أي حاجة جديدة ... كايروكي أغنية أنا مش منهم
المدخل ده طرحه اللاهوتي جون سوبرينو من أمريكا اللاتينية، و لعل أهمية المدخل ده هو أنه بيركز على جانب للخطية كثير بننساه، كثير بنتكلم عن الخطية بصفتها خطأ شخصي فردي، و لكن جون سوبرنو بيركز على "الخطية المجتمعية"، فيه خطية للمجتمعات و هي الفقرو الإضطهاد للأقليات الدينية و العرقية و الكذب السياسي، فالخطية ليها بعد آخر غير الخطية الفردية، البُعد جه في إجتماعي،و تاريخي ، يسوع بيدفعنا أننا نواجه أوثان الموت اللي موجودة في المجتمع، عيب النظرية دي هو لو تطرفنا وصلنا أن يسوع معملش حاجة غير إصلاح مجتمعي كأنه غاندي أو مصلح إجتماعي. المدخل ده يفرق معاك في ايه؟ كثير ما بنسمع في وعظات أو نقرأ في بعض الكتب أن المسيحيين "غرباء على الأرض" و أن مكانهم "ملكوت الله الآتي"، و كما ذكرنا من نواقص في بعض المداخل، الكلام ده بيقدم صورة ناقصة عن الملكوت، فملكوت الله بإختصار هو تدخل الله المباشر و نصرته على قوى الشر و الضلال، و بكده بتُعلن سيادته و ملكه، و يسوع تحدث عن ملكوت الله داخل الانسان، و ملكوت الله الآتي و لكنه اتكلم برضو عن ملكوت الله الحاضر في وسطنا، فحين أخرج الشيطان بإصبع الله/ بروح الله أعلن أن ده علامة على حضور ملكوت الله، و بكده فالمسيحي مدعو لأن يلتحم مع العالم مع ما يواجهه من قضايا إجتماعية و سياسية و إقتصادية، عليه أن يُخرج قوى الشر المجتمعي، عليه أن يتغلب على "الخطايا المجتمعية"، على المسيحي أن يشهد للحق في أي مكان و لأي شخص، و ميستناش الملكوت حيجي من فوق و هو قاعد مش بيعمل حاجة، المسيح جاء بالملكوت، هو حاضر في وسطنا، و بيعمل بنا، ممكن نكون اتعودنا على ترانيم زي "أنا ذاهب للسماء" و نسينا دور رئيسي و هو أن نأتي بملكوت الله على الأرض، الآن.

المسيح كبش الفداء
موقف مهين أصل كل الناس ساكتين، اللي شايف و اللي سامع .... ، قاعد طول السكة ساكت شارك بس بالعنين، شئ يحزن حاجة تقرف أن الخَلق عادي، ... ، كله راضي أن الغدر يبقى عادي،... ، ليه بنرضى و مش بننطق هو ده ده دايماً سؤالي ... زاب ثروت أغنية مين السبب
صاحب هذا المدخل هو رينيه جيرالد و جامس اليسون، المدخل ده بيكشف بنية العنف في مجتمعنا، يسوع مات بسبب عنف الناس ، و اتصلب نتيجه حكم ظالم بأنه مذنب سياسي و ديني، و مع أنه كان مظلوماً إلا أنه صُلب، و لكنه قام من الموت و الله أعلن انه برئ، و أنه مسيح الرب و ابن الله الحقيقي، و بكده فهو يعلن أن الحشود ظالمة، و بكده يفتح أعيننا لمنظومة العنف في مجتمعاتنا، وبيكشف لينا ازاي أننا دايماً ما بنضحي بكبش فداءً لحماية مصالحنا و سلامتنا و آماننا. المدخل ده يفرق معاك في ايه؟ لو بصينا حولنا حنلاقي أننا كثير أوي بنضحي بالآخر عشان نحقق نجاحتنا، عشان نؤمن سلاماً وهمياً لأنفسنا، عشان نحافظ على مكانتنا الإجتماعية أو الدينية أو السياسية، حنلاقينا كثير بنعمل نفسنا من بنها، لو بنت محجبة اتعرت نسكت، لو ست مسيحية اتعرت نتكلم، لو حق حد غير المسيحيين نسكت، لو حقنا في بناء كنيسة نتكلم، حنلاقينا عادي نقبل بالظلم و على رأي الأغنية اللي فوق "حاجة تقرف"، المدخل ده لو حطيناه جنب المسيح المنتصر حنلاقي تصور أشمل عن الفداء، فالمسيح قُتل ككبش فداءً لبعض المصالح الدينية و السياسية، و هو الأمر اللي بنكرره في كل يوم، و لكن الله الآب بيعلن أن النهاية مش سوداء و أن الشر لن يكون له الكلمة الآخيرة، فيسوع المسيح "كبش الفداء" قام و الله أعلن أنه رب و مسيح، و بكده نفهم إزاي أننا لما بنضحي بالآخرين حنلاقي أننا نضحي بيسوع ككبش فداء، و حينها سنجده قائماً من الموت سيديننا لأننا ضحينا بإحدى هؤلاء الأصاغر.

إسترضاء العدل الإلهي

صاحب هذه النظرية هو ق. أنسلم في القرن 12، و هو حاول أن يُصيغ عقيده الفداء بطريقة منطقية، و قد إستعان بثقافة عصره في شرح الفداء، و ممكن تكون سمعته في مدارس الأحد، المدخل ده ببساطة، العلاقة بين الله و الإنسان تشبه العلاقة بين صاحب الأرض و العبيد، ففي سياق البيئة دي ظهرت فكرت الإسترضاء، فمثلاً لما عبد يقوم بسرقة سيده،مينفعش الموضوع يتحل إلا بالإسترضاء، فيجب على العبد أنه يرجع المبلغ المسروق و يجب عليه أنه يُدفع مبلغ إضافياً كإسترداد للكرامة المهانة، و طبعاً بالنسبة لله، الإنسان لا يستطيع أن يسترضي الله سواء أنه يرجع عن الفعل الخاطئ، أو بتقديم حاجة إضافية لإسترضاء العدل الإلهي، و بما أن الله غير محدود، فالخطية الموجهة له غير محدودة، و محتاجة كفارة غير محدودة، و لأن المسيح إنسان بدون خطية و بيقدم الولاء التام لله الآب، و بصفته إلهاً تفوق قيمة موته قيمة عصيان الإنسان، و بكده يستطيع أن يسترضي الله الآب بالنيابة عن البشرية. ده اللي سمعناه و أحنا صغيرين و للأسف فيه كذا مشكلة، أولاً: انها تتناقض مع مدخل الفدية و هو الذي ينادي أن الله حررنا مجاناً و هو مش عاوز أي شئ في المقابل، فالمشكلة أصبحت فينا، نحن نحتاج لعلاج، لم يكن الله يواجه مشكله و مكنش في احتياج أحد يسترضيه، لكنه سعى بكل الطرق لحل مشكلة الإنسان، فالموضوع هو حب مش تحويل بنكي، ثانياً، فكرة الخطية غير محدودة مش سليمة، مفيش حاجة غير محدودة غير الثالوث، ثالثاً، و ده الأهم، الفادي مينفعش يكون حد غير الله، الله وحده هو المحرر، لو فهمنا أن الخلاص هو خروج ثاني، حنفهم أن مفيش حد يقدر يقوم به غير الله، ممكن يفرق معاك المدخل ده، إزاي؟ الخطية الغير محدودة مفهوم غلط، المفهوم السوي للخطية لعلاقة سوية مع الله هي أن "الخطية كونية"، الخطية فعلاً بتبهدل الكون كله، خطيتنا مش بتمس جوهر الله، لو فهمنا مدى عمق الخطية حنفهم أنها مش مجرد فعل غير أخلاقي، لكنها فعل بيدمر سلام الكون اللي المسيح جاء ليعيده.

البدلية العقابية
مهما أتعب و طريقي يصعب جايلك في ميعادي ... مدحت صالح
المدخل ده من أصعب المداخل، ليه؟! أولا لأن ناس كثيره بتتلخبط بينه و بين المدخل اللي فات، و بيدمجوا الاثنين ببعض، مع أنهم مختلفين، ثانياً ناس كثير شايفنها انها قالب واحد، لكن في الواقع هو مدخل معقد حبتين، ليه؟! لأن لاهوتيين كثير طوروا المدخل ده، و ظبطوا فيه حجات كثيرة، كل اللي احنا نعرفه عن المدخل ده هو بعض الأفكار لجون كالفن و أهمها أننا محكوم علينا بالموت، و نستحق غضب الله، و لكن لأن الله بيحبنا فالكلمة بيتجسد و يموت بإرادته و يتحمل "الغضب الإلهي"، و يتحول الذنب من علينا "ليكون على المسيح"، و بكده يكون المسيح هو البديل الي اتحمل العقوبة و الغضب الإلهي بدلاً عنا، طبعاً ده إختصار لفكره كالفن، ده مش معناه أن جون كالفن مش مؤمن مثلاً بالمسيح المنتصر أو إنجماع الكل في المسيح، لكن إسهامة الأكبر هو جزئية الغصب الإلهي، طبعاً المشكلة في التصور ده من وجهة نظر الكنيسة الشرقية هي أنها بتشوف أنها بتعمل تقسيم في فهم لثالوث، ازاي الآب يصب غضبه على الابن الحبيب!، الفكرة اللي المهم نحطها في إعتبارنا هي أن مش كل أشكال المدخل ده بتقول كده، فيه تعديلات على المدخل ده قام به لاهوتيين كثير، زي سيمون جاثركول، سكوت ماكنايت، مولتمان و غيرهم، فيه لاهوتية اسمها فليمنج روتليدج قالت ان "البدليه العقابية في شكلها في اللاهوت البروستانتي محتاجة إعادة إصلاح "عمرة" (حسب تعبيرها الحرفي)، لكن في نفس الوقت ده يخلينا نُعيد فهم البدلية و ليس أن نلغيه"، فخلينا نسمع كلامها و نحاول نلاقي نقطة تلاقي بين الفكر الشرقي و البدلية (طبعاً بعيد عن فكرة أن الغضب الإلهي نزل على يسوع)، و حناخذ فكرة اللاهوتي الكبير كارل بارت، كارل قال أن أن المسيح هو بديل أو نائب عن البشرية من لحظة تجسده، الله بيصالح العالم بابنه، الله بيعمل في ابنه مفيش غضب بيتصب من الآب على الابن، يسوع المسيح في هو الحالكم اللي بيحاكمه الناس الأشرار، المسيح بيتصلب عشان مصلحتنا و بيتصلب مكاننا، إزاي؟ أن المسيح بياخذ مكان الضحية و الجاني، المسيح جه عشان يبرر الغير بار (الجاني)، هو الممثل الحقيقي الوحيد لنا، المسيح هو النائب و البديل، هو الوحيد اللي يقدر أ يمثلنا، مفيش حدي يقدر يعمل أي حاجة لفداء البشرية، و أي عمل حيكون ناتج عن عمله كنائب عنا و بديل عنا، هو بديل عنا لأنه أخذ مصير البشرية الميت، و بكده بارت بيغير مفهوم البدلية من بدليه عقابية زي ما كالفين قال، إلى بدليه المسيح المنتصر و بدليه في انجماع الكل في المسيح، المدخل ده يفرق معاك في ايه؟ المدخل ده بيركز على مسؤليتنا عن الخطية و دور المسيح الفريد كنائب لكل البشر الخطاه، المظلومين و الظالمين، طبعاً أي تطرف فيها ممكن يعمل مشكلة و مش متوافق مع اللاهوت الشرقي عموماً

قولتلي المسيح عمل ايه بقى؟
الصداقة هي العلاقة بطلاقة من غير فقاقة ... شارموفرز في إعلان فودافون
اللي حابب أوصله في التدوينة دي هو ايه اللي عمله المسيح و يفرق ايه لحياتي، أهم حاجة تفهم أن عمل الخلاص هو عمل الله الثالوث، الله الآب بيشتغل من خلال ابنه في الروح القدس، يسوع هو الكاهن و الذبيحة اللي قدم ذاته عشان يطهر البشرية ، يقومها و يحررها من الموت، و بكده يرفعها و تكون في شركة معه يصيروا آلهه بالنعمة، عمل المسيح بيجمع كل البشرية في حضنه، يسوع أسس ملكوت الله و بيدعونا أننا نشتغل عليه و نحققه، منبقاش مستسلمين لتغيير حيجي من السماء، السماء بقت في وسطنا لأن عمانوئيل جاء وسطنا، يسوع حاضر بروحه فينا، التجسد هو زواج الله بالبشرية في يسوع المسيح، يسوع أخونا البكر، أخونا الكبير يعني، هو اللي بيعلمنا ازاي نحب الناس، ازاي نحب الله، حبه لينا بيدوب الكراهية في قلوبنا، يسوع إنسان كامل يعني واحد مننا، و في نفس الوقت هو واحد مع الله ابوه، و بكده بتتحقق المصالحة فيه، و بينقلها لينا بروحه، يسوع ممثل للبشرية كلها عند الله الآب، بيرفع آهات البشريه لله الآب، و يسوع بيثق في الله الآب حتى في الصمت عشان يعلمنا أن نثق في صلاح الله، و هو بيذوق الموت عنده إيمان في ابوه أنه حيقومه، حدث التجسد هو الحدث اللي بيدينا عزاء في وسط العتمة و الكئابة اللي مليانة العالم، يسوع أول واحد يقفز قفزة إيمان بالإنسانية لله الآب، بعد آلاف السنين من الشك في الله الآب، المسيح بديل، لكن مش بدليه عقابية بالتصور اللي انتقده فوق، يسوع نائب أو بديل عن فشل البشرية في تحقيق مشيئة الله الآب، بدليه لكن بنحط جنبها إن البديل بيجمعنا فيه، فبنموت معاه، و نقوم فيه، و نموت على رجاء إن قيامته تتحقق فينا، حكم الموت كان ضد آدم الأول، لكن يسوع بيمحي الحكم، بيلغيه، لأن المسيح بصفته آدم الثاني، البديل عن البشرية الفاسدة بيطيع، مين صلب المسيح؟ البشرية الفاسدة، صلبته عشان مصالحها الدينية و السياسية كانت في خطر طول ما هو موجود، البشرية مش بتحب الجمال و بتسعي للقبح لأنها ساقطة، لكن الله الآب صالح بيخرج من الآكل أكلاً و من الجافي حلاوة، الله أخرج من شرنا و موت ابنه حياة للكل، موت المسيح و قيامته و صعوده حياة، حرية ، شالوم (سلام) للكون كله.

الصورة اللي تحت كانت رسمه نتيجة حادثة اتقتل فيها 4 بنات سود من جماعة ك.ك.ك المتطرفة الأمريكية، بتعبر عن اللي قولته فوق، المسيح اسود اللون، هو الأقلية المضطهدة في كل مكان، في وضع الصلب لكن مش مصلوب على صليب لكن وضعيته وضع صليب إشارة لكل وضع مأساوي لأي إنسان أياً كان، ايد المسيح اليمين و اللي شكلها أقوى من الشمال بيتقول لقوى الشيطان أنها تقف (قوى الظلم، الإضطهاد، الإهانة ... إلخ)، اليد اليمين بتحضن الخليقة، الخليقة منجمعة مع/ في المسيح المصلوب، مكتوب تحت "أنت عملت في كده" و ده إنعكاس لكلام المسيح اللي قال في (متى 40:25) "بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر، فبي فعلتم"، المسيح هو النائب، البديل، الكاهن، الذبيحة، الفدية، المُجمع، المعلم، المربي و أخيراً هو المسيح اللي هزم كل قوى الشر و بيدعونا 
للنصره دي 

10-10-2016 

عماد عاطف

لو عاوزين تقروا عن الموضوع ممكن تقروا الكتب دي

The Crucifixion: Understanding the Death of Jesus Christ, Fleming Rutledge

An introduction to Christian Theology, Richard J. Plantinga, Thomas R. Thompson, and Matthew D. Lundberg

The Blackwell companion to Jesus, Edt. Delbert Burkett

الكفارة نظرية و تطبيق، إعدد د. فينيس نقولا بولس



1 comment: