من أولها عشان نكون متفقين
لا سياسة في الدين و لا دين في السياسة ... محمد أنور السادات
طبعاً كلنا عارفين المقولة الشهيرة بتاع "لا سياسة في الدين و لا دين في السياسة"، في التدوينة دي هحاول أقول ليه الجملة دي غلط أو على الأقل الجزء الثاني غلط. و عشان نبتدي من أرضية واحدة، أنا ضد إن الكنيسة/ بطريرك/ أسقف/ كاهن تؤيد أو يؤيد بشكل رسمي أو غير رسمي مرشح سياسي أو حزب. أنا ضد إن الكنيسة/ بطريرك/ أسقف/ كاهن تلمح أو يلمح لمرشح أو حزب بشكل مباشر أو غير مباشر زي ما حصل في وقت الإنتخابات لما إتقال "أنا الرب شفيق". أنا ضد الحكم الديني جداً جداً، خصوصاً لو عن طريق الدين المسيحي. أنا ضد إن أي حد يقول/ تقول إن المرشح فلان جاي للمنصب من الله أو إن ده إختيار إلهي. في التدوينة دي اللي بحاول أوصله هو دور المسيحي في العمل السياسي، ببساطة المسيحي اللي داخل يرشح فلان إزاي يكون مسيحي أمين لما يؤمن به و هو بيرشح فلان. هدفي أنتقد الإزدواجية في رؤيتنا لجوانب الحياة السياسية، الإقتصادية و الإجتماعية إنها في جانب و الإيمان المسيحي في جانب ثاني. حابب أركز على كذا نقطة، أولاً: أنا مش بقول إن فيه إختيار سياسي يشكل المسيحية بكل جوانبها، إحنا مش بنختار قديسيين للبرلمان/ رئاسة، ثانياً: أنا بقر إن إختياراتي السياسية ممكن تكون غلط، لكن على الأقل لازم يكون إختيارتنا متسقة مع ما نؤمن به، متسقة مع منظومة تفكيرنا مش معصومة، ثالثاً: الأهم من الإختيار هو نوعية المنطق اللي بيقود للإختيار المعين، مش مهم تختار مين، لكن الأهم ليه إخترت فلان. في التدوينة دي هعرض تجربتين مسيحيتين بيتكلموا عن موقف كنائس مسيحية في قضايا سياسية، التجربتين مختلفين خالص عن الواقع المصري، لكن ملهمين و يساعدونا كمسيحيين إزاي نتصرف في واقعنا. طبعاً مش محتاج أقول التجارب مش حلوة بشكل مطلق و لا وحشة في المطلق، دي محاولات بنتعلم منها و بنشوف إزاي اللاهوت يقدر يتفاعل مع السياسية و نحللها و ننقدها. طبعاً مينفعش إننا نكرر التجارب دي زي ما هي و ننقلها قص و لزق على واقعنا، لإن التجارب دي سياقها أصلاً مختلف خالص عن السياق المصري، التجربة الأولى في دولة تحت الإحتلال و الثانية في دول غالبية سكانها مسيحيين. التدوينة دي مش هدفها تكون حاجة نظرية فقط و لا سرد معلومات، على العكس هدفها توضح إزاي إن المسيحية تقدر تقدم حاجة حقيقة و مختلفة للعالم الحالي، مش إجابات و لكن مسار أو طريق لتحقيق ملكوت الله على الأرض