Wednesday, June 8, 2016

العنصرة: المحبة، العدل و العنف، أحمد زكي و اللاهوت الأخلاقي...مدخل صغير جداً للاهوت الأخلاقي

مينا ماجد و عماد عاطف 
كان في واد اسمة الشاطر عمرو .. و كمان كان في جدو بشنبات  في معاد الاكل بأمر سي عمرو .. جدو يقعد يحكي حكايات ..كات
و للاسف مات جدو اللي "بشنبات" وعمرو زيه زي معظم الاطفال غلباوي و بنص لسان و زي ما بتقول وردة، فمصر بقيت عاملة زي الشاطر عمرو حافظه شويه حجات و اكيد اللي هتحفظة هتردده -من خلال افعالها- من غير ما تراجعه ولا تفكر فيه
ان العنف كثيرا ما يستخدمنا حين نظن اننا المستخدمون له و يسخرنا لانتصار الموت في حين اننا كنا نود تسخيره لانتصار الحياة ... كوستى بندلي
العنف و الظلم اصبحوا في مجتمعنا هم المنهج اللي هيتذاكر عشان الامتحان و في ناس بتفكر ان العنف هو الحل لانتصار الحياة فنقهر المختلفين معانا عشان نعلمهم درس أنهم يبطلوا إختلاف، و ده قاله محلل نفسي بريطاني شهير اسمه ارنست جونس "عن تحول العنف المتخذ في الاصل وسيله لبلوغ غايه "شريفه" الي غاية بحد ذاتة" و تتحول إلى شهوة تدمير فالموضوع بيتجول من توقيف المختلف إلى إننا نمحيه من على وش الأرض!! فطبيعي جدا اننا نلاقي بعض الاشخاص بيتحرشون بالبنات في المواصلات العامة و يقتلون الاقليه من الشيعة، و يهجرون الاقليه من المسيحين و يسحلون سيده عارية في الشارع، عشان يكونوا التلميذ الشاطر، مبروك علينا الشطارة 
آمن بها و دافعت عنها ... أحمد زكي، فيلم ضد الحكومة
أحمد زكي لما كان بيقول في الفيلم أنه آمن بأفكار معينه و دافع عنها، احنا حنحاول نعرض بعض جوانب اللاهوت المسيحي الأخلاقي، و الأساس اللي حنبني عليه هو حقيقة أن روح الله ساكن في الكنيسة و المؤمنين و هو اللي بيقود و بيرشد


المحبة 
بالنسبة للمسيحيين، المحبة هي قلب الحياة، لب كون الإنسان إنساناً ... غلن ه. ستاسن و دافيد ب. غوشي
نحن نعلم إن كثيرين منا قد استسلموا للقيود من أجل فداء آخرين، و أن كثيرين قد باعوا أنفسهم عبيداً ووفروا طعاماً للآخرين بالثمن الذي تقاضوه ... كليمندس السكندري

المحبة في المسيحية هي "قلبها"، و للأسف هي أكثر الكلمات المستهلكة في حياتنا، بنقولها منغير لما نكود فاهمين معناها ايه و عواقبها ايه، في كتاب اسمه "أخلاقيات الملكوت" عمل أربع تعريفات للمحبة المسيحية عشان تكمل الصورة، و احنا شايفين اننا لما نجمع الأربع تصورات دي مع بعض حنكون تصور متكامل و متزن عن المحبة، أول حاجة هي "المحبة المحررة"، ودي نلاقيها في مثال السامري الصالح، و هي محبة بتنظر بعين الرحمة للانسان اللي في حالة عبودية، بتخش معاه في آلامه، محبة مش بيحدها حدود سواء نوع/ جنس/ ديانة/ لون ... إلخ، محبة بتشتغل على التحرير من الخطية، الظلم، القهر، النبذ، الاضطهاد العرقي، الجنسي، الديني و الإيزاء النفسي، الجسدي، يعني محبة بتصنع السلام في الجتمع و بتحاول تخلق مجتمع عادل، هي مجبة "أعمالاً، لا مشاعر" (غلن ه. ستاتن)، و مثال ثاني هو "موت المسيح"، بيقول غلن ه. ستاتن "لم يمت المسيح لأنه كان يحب التضحية [في حد ذاتها] (مع أن موته تضمن تضحية بالذات)، لكن لأنه أراد أن يحررنا من عبوديتنا" و فموت المسيح هو "حب محرر" و تم عن طريق "التضحية"، مثال ثالث هو "محبة الاعداء"، و المحبة دي مش بتتجاهل وجود العداوة، بس بيخلى التركيز علي انه ينظر للعدو علي انه اخ  ليه رغم شره، بيفرق بينه كانسان مجني عليه و شره. و بيخلى المسيحي يرجو انه يشوفه في يوم من الايام بعد ان يزول الشر منه، و انه يشتغل من دلوقتي في سبيل اللقاء ده. بموقفي ده اني بتجاوز العداوة دون إنكارها، بيكون شهادة للمصالحة الشاملة التي دشنها المسيح بموته و قيامته. ثاني نوع من المحبة هو "المحبة المضحية" و دي بتختلف عن المحبة المحررة، في انها بتخلى التضحية هي الأساس مش التحرير، ثالث نوع من المحبة هو "المحبة المتبادلة" و دي المحبة اللي بتتكون في العلاقة مع الآخر، مثلاً اللي بين الأصدقاء، بين الزوج و الزوجة، و بين الله و شعبه، و دي اللي بتحافظ على شخصية المحب و المحبوب، بتحافظ على الحدود، و دي بنلاقيها في كمالها في محبة الله لينا، فالله لا يستطيع أن يقتحم حرية الإنسان، فمثلاً "المحبة المضحية" بتركز على التضحية من أجل الآخر، لكن "المحبة المتبادلة" بتوازن الأمور و بتحتفظ بشخصية كل واحد، و بكده بتحتفظ بحدود المحبة، طبعاً لما نحط "المحبة الممتبادلة" اللي بتحتفظ بحدود كل واحد مع "المحبة المحررة" اللي مش بتحط حدود و بتروح بالمحب لاقصى حدود حتى "التضحية" بتكتمل الصورة، و بتظهر ايه هو التصور المتزن للحب و إزاي الثلات أنواع بيكملوا الصورة، أخيراً "المحبة بإعتبارها تساوي اعتبار" فالمحبة بتخلى كل الناس متساويين، بغض النظر عن إمكانياتهم الخاصة و أعمالهم و فضائلهم، المحبة دي بتركز على فكرة العدل و تساوي الحقوق، المسؤليات و الفرص لكل الناس، فالجميع متساوون، كل التعريفات دي لما بتتحط جنب بعض بتوضح يعني ايه محبة، محبة يعني خروج من الذات و "التضحية"، لكن مش معناها اننا نلغي "الحدود أو نلغي العدل"، المحبة حركة "عطاء و أخذ"، "مش" مبنية على "النفعية" لكن عشان تنموا لازم تبقى فيها "تبادل"، المحبة لو اتعرفت بالتعريفات الأربعة اللي فوق ممكن تساعد الكنيسة على فهم دورها كويس، وى ازاي تشهد لعمل الروح فيها امام الناس، فالمسيحي فعلاً مدعو انه يفهم المحبة كحرية، و الحرية بتيجي بالتضحية، و التضحية بتبني علاقة تبادل أو علاقة مع الآخر، و الآخر بيفهم و يقدر الحدود، و المحبة دي لكل البشر، بعد لما وضحنا يعني ايه محبة حنروح لمفهوم العدل، ازاي المسيحية تنادي بالعدل 

العدل
كلنا فاسدون، كلنا فاسدون لا أستثني أحداً، حتى بالصمت العاجز المواطن قليل الحيلة ... أحمد زكي
كله راضي ان الغدر يبقى عادي، و يترمي حمل العتام على البنات و على الأهالي، ليه بنرضى و مش بننطق هو دا دايماً سؤالي ... زاب ثروت و منة حسين أغنية مين السبب 
حابين نحلل تصرفنا كمسيحيين في موضوع سيدة المنيا، بصوا خلينا نقر إننا للأسف بنتحرك أوي في قضايانا احنا بس، و عايزين العدل لينا احنا بس، يعني احنا دافعنا عن سيدة المنيا لكن فضلنا ساكتين لما البنت اللي في التحرير اتعرت، احنا للأسف منقوعين في مجتمع طائفي في كل حاجة، من السياسة للكورة، بالإضافة لكدا احنا برضو متأثرين بمنطق المجتمع الذكوري  اللي احنا عايشين فيه، المجتمع بيتعامل مع المرأه انها عالة، عويلة، ناقصة، حتى التعامل مع القضية دي و التعاطف اللي معاها من الجتمع نابع من فكرة "شرف الست"، أو "فوبيا - شرف الست"، المجتمع ده هو نفسه بيأكل لحم البنات و هي في المواصلات الشارع، الجامعة و هي في اي حته في الكون، المجتمع ده بيعري و بيساهم في ازدهار صناعة الافلام الإباحية مع كل مرة بيدور على الجوجل على أفلام إباحية، المجتمع المتدين بطبعة بيعري نسبه كبيرة من الشابات/ الشباب بالظلم الاقتصادي اللي بيعشوه، بيعري الشابات/ الشباب القهر السياسي اللي بيختبروه في أي نقاش سياسي، مجتمع بيعري بنات كثير لما بيضغط عليهم انهم يلاقوا اي حد قدامهم يتجوزوه، بيخليهم يبيعوا نفسهم لأقرب مشتري، بيعري أهالي كثير من الغلاء الرهيب اللي في أسعار التعليم، الأكل و الشرب، بيعري كل أب بيفحت نفسه شغل صبح و ليل عشان يوفر شقه لأبنه، مجتمع بيعري كل حد، أياً كان دينة أو جنسة،و اتضايق اوي لما حقيقته الدفينة بانت قدامه!، محبش يشوف "خطيته المجتمعية" ظاهرة لنفسه، زعل من الموقف عشان "صوت الحق في الودان" (زاب ثروت) بيوجع. يسوع المسيح نادي بالعدل، كان مناضل للعدل، يسوع كان شايف انه دوره كمسيح للرب هو "يقضي بالعدل للمساكين، و يحكم بالإنصاف لبائسي الأرض" (إشعياء 4:11)، أنه يكون "حصناً للبائس في الضبقة" (إشعياء 4:25)، المسيح بيعلم "سكان المسكونة العدل" (إشعياء 10:26)، المسيح واجة كل أنواع الظلم اللي في عصرة، ظلم الفقراء و المساكين، نادى أن الظلم يقف و السلام يعم لكل الأمم "فأمسك بيدك و أحفظك و أجعلك عهداً للشعب و نوراً للأمم، لتفتح عيون العمي، لتخرج من الحبس المأسورين، من بيت السجن الجالسين في الظلمة" (إشعياء 6:42-7)، يسوع واجة الفساد و الرشوة بتوع الهيكل و الكهنة (طرد الباعة)، يسوع لما طالب الفريسين "بأعمال الرحمة" كان بقصد "أعمال عداله"، لما المجتمع نبذ كل اللي شافهم نجس، يسوع احتضن الناس دي، الفريسيين كانت قضيتهم النقاوة أما يسوع فكانه قضيته الغفران، يسوع واجه الظلم في أكثر من مشهد، إحنا نعتقد أن روح الله جوانا بيدفعنا اننا نتشبه بيسوع، مش حنتشبه بيه غير لما ننادي بالعدل، المسيحي بما انه هيكل لروح المسيح دوره هو إرساء العدل، العدل اللي يحرر و يشيل حمول و أعباء كثير، عدل لكل إنسان مش عدل الفريسيين اللي بيختار الناس "النقية" أو "الطبقة الفوق متوسطة" أو "الناس الهاي"، لأ، العدل مع كل مقهور مهما كان دينة او مستواه الأجتماع، عدل لظالم و المظلوم، عدل يصلح المجتمع و يخلق تحرير حقيقي، يخلق سلام حقيقي، "العدل ينشيء السلام, و الانصاف طمأنينة دائمة" إشعياء 32:17.
الذين لا يتعرضون للظلم بشكل روتيني يتعرضون لنقص الاهتمام بالآخرين الذين يعانون الظلم، و في قلب التلمذه. المسيحي يضع التغلب على عدم الاهتمام هذا، إن كان هذا هو وضعنا، و الدخول في معاناة العالم المتألم و ظلمه – مثلما فعل الله خالقنا و مخلصنا يسوع المسيح ... غلن ه. ستاسن و دافيد ب. غوشي
أن الذي لا يصد الظلم الذي يهدد اخاه، في حين انه قادر علي ذلك، لايقل ذنبا عن الذي يقترف الظلم ... القديس امبروسيوس
العنف

من ثم تصبح مقاومة القانون الآثم أو الأمر غير العادل عملاً قانونياً على ألا تأخذه صورة العصيان المسلح...البابا جيلاسيوس
ليس السلم غياب الحرب، و انما غياب الظلم و تسلط الانسان علي الانسان... روجيه غارودي
كنا من فتره في كورس عن الارثوكذسية و الأخلاق، كان بيتكلم عن الموت الرحيم و الانتحار و الاجهاض ... إلخ، سألنا المحاضر و هو دكتور في اللاهوت الشرقي عن رأيه في العنف، الدكتور قال لو حد دخل علي بنتي عشان يخطفها او يموتها، هكتفه عشان لا يؤذي نفسه اكتر او يؤذي بنته مش حأذيه لكن هاوقفه عند حده، و هل ده اللي عمله موسي الاسود لما دخل عليه حرامية كتفهم و راح بيهم لرئيس الدير و في الآخر واحد منهم اترهبن في الدير، ده ينقلنا لموضوع العنف و السلم في المسيحية، فيه ثلاث نظريات، احنا مش حنقدم بالتفصيل لكن حنقول الزتونة، و يمكن الزتونة دي تساعد في تشكيل وعي بعضنا، و حنحاول نوضح هل المسيحية بتبرر العنف و لا لأ، الأولى اسمها "اللاعنف/ السلمية" و ده كان طريق يسوع (فيه فرق بين اللاعنف/ السلمية و السلبية حنقوله بعدين)، و نقدر نلاقي كلام المسيح في الموعظة على الجبل مثال واضح للفكره دي، فمثلاً لما "تحول الخد الآخر" ده معناه أنك بتقول للظالم كفايه ظلم، بتحوله الخد الثاني كأعتراض على الإعتدا، يعني أنت بتقول للظالم أن ظالم و بتقف قدامه بس تصرفك ده بيعمل حاجتين، بيعلن ظلمة بصورة أكيده ليه و للناس، و بتحاول تحرك فيه الإنسانية بشكلٍ ما، لما حد ياخذ الثوب تعطية الرداء يعني أنت "بتكشف طمع من يقاضينا بكل عريه أمام محكمة القانون كلها" ده اسمه نضال لاعنفي، طبعاً فيه ناس ممكن تفكر ان النضال اللاعنفي ده سلبية و شئ ملوش تأثير لكن حنلاقي أمثلى كثير سلكت الطريق ده و نجحت زي غاندي/ مارتن لوثر كنغ/ البابا يوحنا بولس الثاني، الطريقة دي بتثور على الظالم لكن بطريقه لا عنف فيها، كأنك واقف في مظاهرة سلمية، زي موقف النوم في العسل لما في آخر الفيلم وقفوا و قالوا "آه" بصوت عالي، بتقوله خلصت ظلم و لا لسه حابيين نأكد ان ده مختلف عن السلبية/ الخنوع/ اللامبالاه، لأن اللاعنف/ أو السلمية هي أساساً هدفها صنع السلام و التشهر بالظلم، السلبية انك تكون مش فارق معاك حاجة، أو بتعبير يسوع "قصبه يذريه الريح"، لكن السلمية/ اللاعنف هو النضال من أجل صنع السلام بأسلوب لاعنف فيه، السلبية هو اننا نسيب الظلوم، و هي في النهاية بتعرينا من إنسانيتها!!! فمجاراة للظالم في موقفه العدواني انما هي هزيمة للمحبة و انكار لقوة ملكوت الله الفاعلة في الارض. الفكرة الثانية اسمها "الحرب العادلة"، اللي عبر عنها كان ق. أغسطينوس و ق. امبروسيوس، و ليها معايير كثير، أن الحرب تكون لأجل قضية عادلة، من السلطة العادلة، و النية تكون عادلة، إحتمالية النجاح أكثر من الفشل، الخسارة أقل بكثير من المكسب، إعلان وضاح للحرب و شروط توقف الحرب، و أخيراً و ده المهم "الملاذ الآخير"، يعني تكون آخر إحتمال و الحلول المتاحة، يعني يبقى فيه محالولات كثيرة للسلم و فشلت، اللاهوتين المسيحين في النظرية دي بيحاولوا يحطوا "ضوابط للحرب"، مش أي حرب نخش فيها، أهم حاجة تكون آخر الحلول، ده ممكن نقول تطبيقة الشخصي في مواقف زي مثلاً حد يشتمك، مش "عادل" أنك تضربه، مش "عادل" لو ميكروباص كسر عليك تقوم شاتمه،"الوسيلة" هنا مش عادلة، لو فعلاً سواق الميكروباص حاول يضربك، يعني العنف في الحالة دي هو "الملاذ الآخير" حتضر انك تدافع عن نفسك، بس لو في مقدورك انك تدافع عن نفسك و متعملهوش عاهة أو تموته ده يبقى أفضل، ، حتى لو "النية" عادلة، مش "عادل" انك تضرب زميلك في الشغل عشان تأخذ حقل، لازم تكون "النية" و "الوسيلة"، الغاية لا تبرر الوسيلة ، مش "عادل" انك تجيب شهود زور عشان تحيب حقك، لازم تكون "الوسيلة عادلة"، "النية عادلة" بس لازم تكون "الوسيلة عادلة"، النظرية دي بتحط كذا حاجة جنب بعض، النية العادلة، الوسيلة العادلة، و الملائ الآخير. و آخر نظرية اسمها "صنع السلام العادل" و دي بتحط عشرة أفكار رئيسية، أولاً: دعم أعمال اللاعنف المباشر (زي ما عمل غاندي/ مارتن لوثر كنغ)، ثانياً: أخذ مبادرات مستقلة لتقليل الخطر (مبادرات للتوعية بالسلام  و أهميته) ، ثالثاً: حل النزاع بين الدول (العمل على حل النزاع بين الدول لتقليل إحتمالية الحروب)، رابعاً: اعتراف بالمسؤولية عن النزاع و الظلم، و السعي للتوبة و الحصول على الغفران (يعني كل طرف مؤيد لحرب فيها ظلم يعترف أنه غلطان، زي الكنيسة في ألمانيا لما وقفت مع هيتلر و بعدين قالت انها غلطانة)، خامساً: تعزيز الديمقراطية و حقوق الإنسان و الحرية الدينية، اللطيف في البند ده ان اللاهوتيين المسيحيين بتوع الأخلاق بيدافعوا عن حقوق الإنسان و الديمقراطية، لكن للأسف في مجتمعنا المصري حنلاقي ناس تقولك ان حقوق الإنسان ليها حدود و بلاش حقوق الإنسان و بلاش ديمقراطية و الناس مش مستعده للديمقراطية .. إلخ، سادساً: عزز التنمية الإقتصادية العادلة و المستدامة (يعني العدل حينتشر طول لما فيه تنمية اقتصادية للبلد)، سابعاً: العمل مع القوى التعاونية الصاعدة في النظام العالمي، (يعني لما يكون في دول في تعاون معين ده بيقلل خطر الحروب، و ده ممكن نطبقة على منظمات العمل المدني، و اللي لو اتجمعت و اتوحدت في اتحاد معين ممكن تشتغل و يكون ليها تأثير أكبر، ده برضو على مستوى الكنائس، لو الخدمات اتجمعت بشكل دوري حيعمل على أن يكون فيه فكر واحد (زي الإيفنت بتاع: آن الآوان مثلاً)، ثامناً: العمل مع الأمم المتحدة و المنظمات العالمية، تاسعاً: قلل الأسلحة الهجومية و الاتجار بالأسلحة، (يمكن على مستوى أصغر من المستوى الدولي، حنلاقي اننا كمسيحيين بقينا نميل و نحب اننا نتخلص من كل حد مضليقنا على المستوى السياسي، لكن المسيحية في كل تياراتها اللاهوتية بتشدد على أن العنف آخر الحلول، هو حل دفاعي مش هجومي، يمكن البند ده بيعكس كلام الدكتور اللي فوق لما قالنا انه حيدافع عن بنته، كمسيحيين نؤمن أن واجب الدولة هو حماية شعبها لكن تعطش البعض للدم و العنف و القتل مش حيبني مجتمع سوي أخلاقياً و روحياً)، أخيراً: شجع مجموعات صنع السلام و المنظمات التطوعية، يمكن دور المسيحي مش بس في الكنيسة لكن في المجتمع أيضاً، فالمجتمع محتاج وعي حقيقي و نؤمن كمسيحيين إن الوعي الحقيقي نجده في الأخلاقيات المسيحية
 اللي فوق دول ثلاث إختيارات، واحد رافض العنف خالص، الثاني خلاه آخر الحلول (الملاذ الآخير)، الحل الأخير بيقول أن العنف يكون في إطار دفاعي مش هجومي، العنف مش من سمات المسيحية، حتى أن الدخول للحرب كانت قضية شاغلة المسيحيين، عشان كده حاولوا يعملوا ليها ضوابط. العنف في المسيحية مش اختيار سهل، المفروض أن المسيحي ميخشش مجال قتل إنسان أياً كان بسهولة، الجزء اللي فات ده عبارة عن عرض للأفكار الريئسية في المسيحية تجاه العنف  و الحرب، فيه تطبيقات كثير حاولنا نحطها و نقولها و فيه كثير لسه مقلناهوش، دوروا أنتم و فكروا، هدفنا في الأساس انك تكون عندك تصور تجاه الخطوط العريضة لأخلاقيات العنف في المسيحية. زي ما ابتدينا أول حاجة هي الحب ثاني حاجة هي العدل، آخر حاجة هي العنف، و ازاي انت كمسيحي محتاج تختار أو تفكر في حل جديد، و مناسب، يراعي الأساس اللي في الكتاب المقدس و اللاهوت المسيحي، بس أنك تكون بتتشكل بمفاهيم الإعلام/ العالم اللي بيصدرها ليك فده يعتبر خيانة لهويتك كمسيحي، لازم تسعى لتغيير الظلم، و لكن بآلية مسيحية، مينفعش تبقى سلبي و خانع لازم يكون ليك دورن فكر و أقرأ أكثر و حدد أفكارك. الظلم  مش بيبني مجتمع، السكوت على الظلم خطية، فيه لاهوتي اسمه ديسموند توتو بيقول "إذا كنت حيادياً في مواقف الظلم، فأنت قد أخترت جانب الظالم، فلو كان هناك فيلاً يضع قدمه على ذيل فار و أنت قد قلت أنك حيادياً، فالفأر لن يقدر حيادك".المحبة بتخلينا نقاوم الشر، الشر عدو الحياة، والحياة هي التي الله ينبوعها و اللي جاء المسيح ليجددها و ينعشها فينا الشر كثيرا ما بيسحق ابناء الله، خاصة البائسين منهم، دول الذين وحد يسوع ذاته بهم الشر بيشوه انسانية الظالمين و المظلومين علي حد سواء، و بالتالي بيعطل صورة الله فيهم. من هنا بالمحبة تفرض التصدي و مواجهة الاشرار و الظالمين، عشان نحفاظ علي الحياة التي ائتمننا الله عليها و نصون نقاوة صورة الله في الانسان ... في كتاب لاهوت التحرير الكاتب بيقول "لما بنستسلم للظلم احنا كده بنهزم المحبة لما بيكون موقفنا سلبي من الظالم احنا كده بننكر ملكوت الله".
اننا نعلن اولويه السلام و ندعو الجميع الي العمل ايجابيا في بنائه, لا يسعنا ان نضع ثقتنا بالاساليب العنيفه ان كنا مسيحين حقا او مجرد بشر شرفاء... اوسكار روميرو
ان العنف كثيرا ما يستخدمنا حين نظن اننا المستخدمون له و يسخرنا لانتصار الموت في حين اننا كنا نود تسخيره لانتصار الحياة ... كوستي بندالي
من يتسلح بالسيف يهلك بالسيف، اما الذي لا يتسلح به فانه يهلك علي الصليب ... المفكرة الفرنسية سيمون فايل
لاهوت السوشيال ميديا

لأعلن كل خطايايا أمامكم و على الملأ لعلي أتطهر منها ... أحمد زكي
أن ملكوت الله لا ينطوي على اجتهاد الله في العمل فيما يقف البشر بطالين، و هو لا ينطوي على اجتهادنا نحن في العمل بينما يقف الله متفرجاً، ملكوت الله أدائي: فهو عمل الله الذي نشارك فيه بفاعلية ... بروس شيلتون و إ. ه. ماكدونالد
إحدى مزايا السوشيال ميديا انها بتطلع في أي حدث سواء سياسي، إنساني أو طائفي أفكارنا و لاهوتنا و خصوصاً لو ليه بعد ديني ، فيه طبعاً حجات صح و حجات كثير بتنجان مقلي، المشكلة هي إزاي نفرز و نقيم رد الفعل، يمكن في حدث المنيا حصلت حاجة جديدة كان فيه ناس بتجادل في الأول ان لازم يبقى فيه دور للكنيسة و ده الجانب بتاع شباب كثير، طبعاً بيتوصف انه سلبي و باصص لنص الكباية الفاضي، شباب مايع  بتاع ثورة و كده .. إلخ  و ناس معترضة علي كلام الشباب ده، و لكن لما الأنبا مكاريوس في موقف حقيقي رائع اتكلم و قال الحق، الجانب اللي كان معترض على الشباب دول بقى معاهم، الفكرة اللي كنا عاوزين نقولها، مش اننا نقول "ما احنا قلنا" أو "إننا كنا صح"، الفكرة ببساطة إننا محتاجين نشتغل أكثر على أفكارنا اللاهوتية و تطبيقاتها الأخلاقية، محتاجين اننا نقعد ندرس، مش عشان فيه اسقف شهد للحق يبقى تبقى معاه و لو متكلمش يبقى متنطقش، الفكرة ببساطة المسيحية هي دعوة مستمرة لتجديد الذهن و القلب، دعوة للتوبة الفكرية و الأخلاقية، ممكن انهاردة ناخذ إختيار أخلاقي معين و نطلع غلط، عادي فيه توبة، فيه غفران، نظرية "صنع السلام العادل" بتقول إننا عشان ننشر السلام لازم نعترف "بالمسؤولية عن النزاع و الظلم و نسعى للتوبه و الحصول على الغفران"، مش عيب اننا نقول اننا كان عندنا أفكار لاهوتية غلط، الكنيسة في ألمانيا قالت إنها غلطت لما دعمت هتلر، عادي كلنا بنغلط، التدوينة دي ممكن تكون فيها حجات غلط، من الآخر هي محاولة لتطبيق المسيحية في ضوء الوضع اللي احنا عايشين فيه مش اكثر. الخلاصة المحبة المسيحية بأبعادها المختلفة ه الأساس، اللي بيقد و بيستلزم العدل، و العدل لازم يتطبق بالاعنف،  فكر  في الكلام ده و ادرس و قيم الوضع اللي البلد بتعيشه. اخيراً، حابين من القارئ انه يتأمل موقف مرافعه احمد ذكي في فيلم ضد الحكومة كان بيقول انه مثال للمحامي الفاسد بل اكثر فسادا من ما يتصوره القاضي، ابتدا باعترافه بكل خطاياه علي المليء في قاعة المحكمة لعله يتطهر من خطاياه و ده المطلوب مننا، تعالوا نقرأ اللي قاله كويس: 
هنت عندما هان كل شي، و سقطت عندما سقط الجميع في بئر سحيق من اللامباله و الاحساس بالعجز و قله الحيلة ... تاجرت في كل شئ في القانون و الأخلاق و الشرف أنا لا انكر شيئاً و مستعد للحساب و الإحساس بالمسؤلية ... و لكني اصطدمت بحاله خاصة شديدة الخصوصية جعلتني اراجع نفسي و اراجع موقفي كله و اراجع حياتي و حياتنا اصطدمت بالمستقبل ... عندما رأيت ابناء العجز و الاهمال و نحن نسحقهم دون ان يبتذ لنا جفنا رايتنا نقتلهم  كلنا فاسدون كلنا فاسدون لا استثني احدا حتي بالصمت العاجز الموافق قليل الحيلة 
في الآخر عايزين نقول اننا عرضنا مقطتفات أو مدخل صغير أوي ينفع يبني قناعات اخلاقية عندنا و الأساس هو سلوك المسيح و عمل روحه الساكن فينا و اللي بيعمل في المسيحيين العاديين و المفكرين و اللاهوتيين ، و اللي احنا مؤمنين انه بيقودنا في إختيارتنا الأخلاقية، اتمنى نكون عرفنا نوصل بعد النقط و نحرك في مخكم بعض تساؤلات. غلن ه, ستاسن و دافيد ب. غوشي بيقولوا ان كل الطرق اللي بتحاول تهميش "سيادة يسوع و تجزئتها، قد أقامت رباً من نوع آخر –الحكومة أو الحاجة للانتقام و الثأر أو القومية- 
يكون رباً على بقية الحياة"

لو حابب تقرأ أكثر ممكن تقرأ الكتب دي

أخلاقيات الملكوت: اتباع يسوع بأسلوب معاصر لغلن ه. ستاسن و دافيد ب. غوشي

نضال لا عنفي لكوستى بندلي

شير في الخير 

مينا ماجد (الشهير ب"فشفش") و عماد عاطف

8-6-2016




No comments:

Post a Comment